المسألة السادسة وقد مرت: فضل إطعام الطعام: والإطعام لوجه الله عز وجل، لا يكون رياءً ولا سمعة، لأن أكثر إطعام الناس إلا من رحم الله رئاء الناس، والصيت والذكر في الدنيا، وأول ما تسعر النار يوم القيامة بثلاثة، منهم: المطعم الجواد الكريم في الدنيا، الذي أطعم ليقال كريم، وقد قيل، فيأخذونه فيجرونه على وجهه في النار.
وأكرم العرب حاتم الطائي ما نفعه ذلك عند الله شيئاً؛ لأنه طلب الذكر والصيت في الدنيا، فأفلس وهو من أهل النار نعوذ بالله من النار، قال عدي بن حاتم:{يا رسول الله! إن أبي كان يحمل الكَلَّ، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فهل ينفعه ذلك عند الله؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: إن أباك طلب شيئاً فأصابه} أي: طلب الذكر في الدنيا فأصاب الذكر، ولذلك يذكر وهو جاهلي حتى اليوم، فلا له إلا الذكر والسمعة والصيت، وأما الأجر والمثوبة فليس له شيء.
وعبد الله بن جدعان كان في الجاهلية من أهل مكة يقري الضيوف، وما يأتي حاج إلا ويزوده إلى أهله، ويسمى زاد الراكب، فلما توفي قالت عائشة رضي الله عنها وأرضاها:{يا رسول الله! إن ابن جدعان كان يقري الضيوف، فهل ينفعه ذلك عند الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا.
إن ابن جدعان ما قال مرة من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين} فهذا لا ينفعه أبداً؛ لأنه قصد الرياء والسمعة.