بسم الله الرحمن الرحيم: ما معنى قول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران:٥٤] مع علمنا بأن صفة المكر ليست من الصفات الحميدة، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
ورد في القرآن وفي السنة آيات وأحاديث فيها بعض الصفات التي أتت على المقابلة، كقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}[النساء:١٤٢] قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[التوبة:٧٩] وقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ المَاكِرِين}[آل عمران:٥٤] وقوله صلى الله عليه وسلم: {لا يمل الله حتى تملوا} وهذه فيها أقوال لأهل العلم منها: أن هذا على المقابلة، وليس معناها المكر الذي يعرف عند الناس، لأنه صفة مكر، ولا تنسب إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى صفة المكر، بل له سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أعلى كل صفة وأحسنها، صفات الأولى من صفات الكمال والجلال والعظمة، قالوا: على المقابلة يعني لا يمل: لا يقطع ثوابه.
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}[آل عمران:٥٤] قالوا: ليس إلا للمقابلة، وليس مرادفه، لكن يحمل على المجاز، أما هذه الآية وغيرها فإني أكل علمها إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فهو الأعلم به سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن الذي أعتقده ويعتقده أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل تنسب له صفات الكمال والجمال، لا نكيف ولا نمثل، ولا نعطل ولا نشبه، أما صفات النقص فننفيها عنه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وأما مالا نعلمه فنكل علمه إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ونؤمن به، فنعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه.