هذه من المسائل التي ابتلي بها المسلمون وهي مسألة وجدت من الصدر الأول؛ لأن هناك كتاتيب ومساجد يدخلها الأطفال من الرابعة والخامسة والسادسة، وهؤلاء لا يمكن أن تأخذهم واحداً واحداً وتحلفهم والضامن الله على أنهم على وضوء بل أحدهم من سبعة أيام وهو متوضئ والحمد لله والشكر، فقضيتنا في الحلق وفي المجالس والمساجد أن نخرجهم واحداً واحداً ونقول: هل توضأت أم لم تتوضأ؟ وهل لك شاهدان عدلان اثنان ثقتان أنك توضأت أم لا؟ فلن يبقي في المساجد طفل يتعلم القرآن، فأهل العلم رخصوا في هذا، وقالوا: لا بأس أن يقرأ القرآن للحفظ، ولو لم يكن متوضئاً، لكن الأولى أن يكون الأستاذ والمربي عنده فقه وتدبير فلا يدخلهم إلا متوضئين، لكنهم سوف يحلفون لك على المصحف أنهم متوضئون وبعضهم ليسوا متوضئين، فالحكم لله عز وجل، فنأخذهم بعلانيتهم ونوكل الأمر إلى الله عز وجل، لأن قلم التكليف ما وصلهم إلى الآن، فما دام رخص عليهم بأمور فهذه إن شاء الله من باب الرخص.