[طلب العلم في بلاد الكفار]
السؤال
ما حكم السفر إلى بلاد الكفار لطلب العلم؟
الجواب
الذي يظهر من أقوال أهل العلم أن ذلك بحسب الأحوال، ولو أن هناك نصوصاً تخوف من مجاورة الكفار، فلا يسافر إلا لضرورة من طلب علم دنيوي يحتاج المسلمون إليه، كعلم الطب ولا يمكن التعلم إلا إذا سافر الدارس إلى تلك البلاد، فعليه أن يتقي الله، ويسافر لطلب الطب لفائدة المسلمين، أما طلب العلم الشرعي، فلا يطلب من عندهم.
من بلادي يطلب العلم ولا يطلب العلم من الغرب الغبي
وبها مهبط وحي الله بل أرسل الله بها خير نبي
فكيف يطلب الحديث والفقه والتفسير من عندهم؟! سبحان الله! أيطلب الشبع من جائع؟! ويطلب الدواء من مريض؟!
والأمر الثاني قالوا: لقصد الدعوة، فإذا وجد الإنسان في نفسه قوة وتأثيراً، وعلم أنه سوف ينفع، فلا بأس أن يذهب يدعو إلى الله عز وجل إذا كانت عنده لغة، وعنده حصانة إيمانية، وعفاف وستر.
والأمر الثالث: للعلاج إذا أعيا الأطباء علاجه في هذه البلاد، وقرروا أنه لا علاج له إلا هناك، فليذهب، أما للسياحة فنعوذ بالله من ذلك، أما للنزهة فمعصية، أما للتفرج وللتبجح فمعصية ظاهرة، ولا يؤمن على من ذهب هناك من أمور:
منها: أن يرق دينه، فيصبح دينه خفيفاً إن لم يخلع دينه تماماً.
ومنها: أن الكبائر تصبح عنده صغائر، بدل أنه كان يتكلم هنا ويرى أن إسبال الثوب كبيرة يصبح هناك لا يتكلم في هذه القضايا، ويقول: هذه قضايا صغيرة.
ومنها: أنه ربما يستهين بالإسلام -نعوذ بالله من ذلك- وهذا مرض الشبهات، فقد وجد أن بعض من سافر هناك، ورأى ثقافتهم الأرضية وحضارتهم المادية وقصورهم ودورهم ومصانعهم ومنتجاتهم أنه يستهين بالإسلام، وهذا كفر وخروج من الملة.
ومنها: أنه يعجبه الكفار فيأتي يمدحهم في بلاد المسلمين، ولذلك رأينا وسمعنا وأبصرنا ممن ذهب إلى هناك، ثم جاءنا يتقعر في مجالسنا ويتصدر أنديتنا ويمدح لنا بلاد الغرب، ويقول: ما هذه البلاد التي نحن فيها؟! إن البلاد التي أنعم الله عليها هناك والمتفتحون هناك، والمخلصون الصادقون الأذكياء وعباقرة الدنيا، أما التخلف وفساد المزاج والرجعية، فهنا! وهذا ردة إن لم يتب إلى الله عز وجل من كلامه، ولسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رسالة في هذا مفيدة جد مفيدة في السفر إلى الخارج؛ فلتقرأ ولتفهم.