ومن انتصاراته صلى الله عليه وسلم: أن يصبح عنده ميزانية ضخمة، إحدى الغزوات غنم صلى الله عليه وسلم -كما قال ابن القيم في زاد المعاد -: ٢٤٠٠٠ رأس من الغنم، و (٧٠٠٠) من الإبل، غير الذهب والفضة، فأين يدخلها؟ هل أخذ شيئاً لنفسه؟ هل بقي بيته الأول بعد ثورة (١٧) سبتمبر؟ لا.
ما تغير حاله، بيته الطين قبل الهجرة وبعد الهجرة، ثوبه ثوبه، أكله أكله، صحابته يتقاسمون، وصناديد العرب يأخذون من مائة ناقة، وهو لا يأخذ ناقة واحدة.
في الصحيحين تقول عائشة:{كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يوتر، فإذا أراد أن يسجد غمزني فكففت قدمي} قالوا من فوائد الحديث صغر بيته صلى الله عليه وسلم: أي أنه ما يقارب مترين أو أقل من ذلك، هذا بيته صلى الله عليه وسلم، يقول أحد الجهابذة:
كفاك عن كل قصر شاهقٍ عمد بيتٌ من الطين أو كهف من العلمِ
تبني الفضائل أبراجاً مشيدةً نصب الخيام التي من أروع الخيمِ
إذا ملوك الورى مدوا موائدهم على شهيٍ من الأكلات والأدمِ
مددت مائدة للروح مطعمها عذبٌ من الوحي أو نور من الكلمِ
هذا هو رسولنا عليه الصلاة والسلام، الغنائم التي لا حد لها ولا مثيل يعطيها صلى الله عليه وسلم لضعاف الإيمان، الذي تقديره في الإيمان مقبول يعطيه مائة ناقة، أما أهل الامتياز أبو بكر وعمر فما يعطيهم شيئاً، وهذا عمرو بن تغلب وحديثه في صحيح البخاري يقول: يا رسول الله! أعطيت فلاناً وفلاناً وتركتني؟! فيقول صلى الله عليه وسلم:{إني أعطي بعض الناس لما جعل الله في قلوبهم من الهلع والجزع، وأدع بعض الناس لما جعل الله في قلوبهم من الخير والإيمان، منهم: عمرو بن تغلب، قال عمرو بن تغلب: كلمة ما أريد أن لي بها الدنيا وما فيها}.