للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أهمية التخول في الموعظة]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة والعلم كي لا ينفروا.

وجاء عن ابن مسعود أنه كان يعظ الناس يوم الخميس فقيل له: [[لو وعظتنا -يا أبا عبد الرحمن - كل يوم؟ قال: إنه يمنعني من ذلك مخافة السآمة عليكم]].

فالحكمة أن تجعل للناس في الأسبوع درساً واحداً أو درسين، ولا تثقِّل عليهم، وبعض الناس يتكلم في الناس في كل مجلس يجلسه معهم؛ في المجلس، والدعوة، والعزاء، وفي الطريق، وفي كل مكان وكلما اجتمعوا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله.

ويلقي عليهم محاضرة حتى تتكسر ظهورهم، حتى إن بعضهم لا يحضر الدعوة بسبب هذا.

وسمعنا أن بعضهم حضر زواجاً، فقام في محاضرة عن الموت من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، والناس في زواج وفرح وقام الشيبة يبكون، وتركوا العشاء، فهذا ليس من الحكمة، بل الواجب أن يكلِّمهم فيما يناسب الموقف من التذكير بنعم الله ومنها الزواج والدعوة إلى ترك المغالاة في المهور وغيرها.

والمقصود -أيها الإخوة- هو الاقتصاد في مواعظ الناس حتى تأتي إليهم وهم بتلقي وبتلهف إلى كلامك.

وكان عبد الله بن مسعود يذكر الناس كل يوم خميس، وليس هذا من البدع، فمثلاً هذا الدرس في مساء كل سبت، ليس من البدع بحمد لله، بل الأصول والمصلحة تدعمه ولا يتعارض مع أصول الشريعة.

وكان صلى الله عليه وسلم يجعل للنساء يوم الإثنين، يخاطب النساء ويعلمهنَّ أمور دينهن (صلى الله عليه وسلم).

<<  <  ج:
ص:  >  >>