في القرن الخامس إلى السادس إلى السابع ابتعدت الأمة الإسلامية عن الواحد الأحد الفرد الصمد، هجرت المساجد، وعطلت نهج الإيمان، واشتغلت بالملهيات والأغنيات الماجنات، والتراهات والسفاهات والسخافات؛ فسلط الله عليها قوماً لا يعرفون الله، أتوا من الصين يزحفون على الصحراء:{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ}[البقرة:١٨] قوم اسمهم المغول (التتار) دخلوا العالم الإسلامي فاجتاحوه مدينة مدينة، وقرية قرية، يحرقون المدينة بمن فيها، ويهدمون المسجد على من فيه، ويقتلون عباد الله زرافات ووحداناً.
دخلوا بغداد فقتلوا في يوم واحد أربعمائة ألف، ودخلوا إلى مسجد دار السلام فقتلوا فيه خمسة وعشرين ألفاَ سجداً لله، وأتوا إلى دار الحكمة التي فيها آلاف مؤلفة من الكتب فأركبوها على خيولهم، ثم ألقوها في نهر دجلة، ثم مرت الخيول من فوقها.
كان التتري المغولي الواحد يقول للنفر العظيم من المسلمين: اجلسوا هنا وانتظروا لآخذ سلاحاً وأقتلكم به، فيجلسون وينتظرون، فيأتي بشفرة فيذبحهم ذبح الشياه واحداً تلو الآخر؛ لأن من ذلت نفسه بالمعصية أذله الله بمن لا يعرف أن هذه معصية.