[قصيدة لتحريض اليمنيين على قتال بريطانيا]
ر جميل، وهو يحيي الأمة، مثلاً: اليمن هذا الشعب المسلم هاجمته بريطانيا قبل سنوات، وهاجمته من عدن، وتريد احتلال اليمن، وقد ذكرت هذا، ولكن أعيده اليوم لهذه الأحداث، فدخلت الدبابات، وأتت بالطائرات ترشق هذه المدن المسلمة، وتضرب صنعاء، فأتى أحد العلماء وقال لخطيب الجامع في صنعاء: أريد منك خطبة هذا اليوم، وقد أعددت قصيدة ألقيها على الناس، قال: اخطب أنت، فجعل الخطبة كلها قصيدة طنانة رنانة رائعة، يقول فيها يخاطب اليمنيين كي يقاتلوا بريطانيا واسمع، وكانت الطائرات في أثناء الخطبة ترمي القصور وترمي الشوارع، يقول:
يا بريطانيا رويدا رويدا إن بطش الإله كان شديدا
وانظر إلى الصلة مع الله والاتصال به {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران:١٦٠]:
يا بريطانيا رويدا رويدا إن بطش الإله كان شديدا
إن بطش الإله أهلك فرعون وعادا من قبلكم وثمودا
لا تظنوا هدم المدائن يوهي عزمنا أو يلين بأساً صلودا
لا تحسبوا إذا هدمتم المدائن أننا نموت:
إن تبيدوا من البيوت بطيا راتكم ما غدا لدينا مشيدا
فلنا في الجبال تلك بيوت صنعتها أجدادنا لن تبيدا
فالنزال النزال إن كنتم ممن لدى الحرب لا يخاف البنودا
يقول للطيارين: إن كنتم رجالاً وشجعاناً، فانزلوا لنا في الأرض، لأن في المثل العربي: مر ذئب من سكة، وتيس على سطح البيت، فأخذ التيس يتوعد الذئب، ويقول: إما أن تتأدب وإلا نزلت إليك، فيقول الذئب للتيس: والله ما أعانتك شجاعتك فأنا أعرفك، ولكن مكانك هو الذي شجعك، لأنك عالٍ وأنا في الشارع، ولذلك بعض الناس إذا تربع على الكرسي أصبح شجاعاً، وإذا كنت أنت وهو متجردين في الساحة كان جباناً، يقول أحدهم:
سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار
فالمقصود يقول هذا الشاعر اليمني انزلوا من الطائرات، لأنا نحن ما نعرف نصعد الطائرات ولكن نعرف كيف نقاتل في الأرض:
لتروا من يبيت منا ومنكم موثقا عند خصمه مصفودا
ما خضعنا للترك مع قربهم في الدين منا فكيف نرضى البعيدا
فـ تركيا الدولة العثمانية حكمت البلاد إلا اليمن:
وهم في الأنام أشجع جيش فاسألوهم هل صادفونا فهودا
أفترجو إنجلترا في بلاد الله تباً لسعيها أن نبيدا
واسمع إلى النداء الخالد، كأنه نداء إلى الجنة:
يا بني قومنا سراعاً إلى الله فقد فاز من يموت شهيدا
سارعوا سارعوا إلى جنة قد فاز من جاءها شهيداً سعيدا
والبسوا حلة من الكفن الغا لي وبيعوا الحياة بيعاً مجيدا
بعد قصيدته هذه، خرج ما يقارب مائة ألف مقاتل، وسحقوا قوات بريطانيا ولم تدخل اليمن، وهكذا تكون الأمة إذا اعتصمت بالله عز وجل، وإنما ذكرت هذا بمناسبة الأحداث، لكن مقصودي أن أختار لكم مقطوعات جميلة.