أولاً: غض البصر وحفظ الفرج: فإذا لم يصم العبد عن هذه الأمور فكأنه ما صام، والصيام ليس معناه أن تصوم عن الخبز والماء والفاكهة والخضروات، ثم تفطر على أعراض المسلمين والمحرمات، لا والله.
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعين
بل الصيام أن تصوم عينك عن الحرام، ويصوم لسانك عن الخنى والغيبة والنميمة والفحش، الصيام أن يصوم فرجك عن الحرام وبطنك عن أكل الحرام، وإلا فلا مدلول للصيام، دل عليه قول صلى الله عليه وسلم كما سبق في الصحيحين:{يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} ومعنى وجاء، أي: مانع من المحرمات أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وفي لفظ:{فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج} فهذه مدرسة الصيام، أولها: حفظ اللسان وغض البصر، وحفظ الفرج والجوارح مع الله الواحد الأحد، فمن وجد نفسه من أول يوم في رمضان أنه لم يحدث له شيء ولا تغير وأنه إذا نزل إلى الأسواق نظر إلى عورات المسلمين والمحرمات والأجنبيات فليعلم أنه لم يصم، وأنه ما دخل في الصيام، بل جاع وضمئ فقط لكنه لم يصم.