قال غلاة أهل التصوف: الولي من غاب بمشهوده عن شهوده, ويقصدون بالمشهود: الله, والشهود: ما نراه ونبصره, يقولون: يغيب حتى لا يدرى هل هو حاضر أم غائب؟ هل هو في أبها أو في حضرموت؟ هذا عند غلاة الصوفية.
وقالوا في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}[الكهف:٢٤] قالوا معنى الآية: إذا نسيت نفسك ومن حولك فقد ذكرت الله, وهذا خطأ في التفسير.
وقالوا في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران:١٥٢] قالوا: سبحان الله! أين الذي يريد الله؟ أي: أنهم جعلوا الذين يريدون الآخرة لا يريدون الله, والله يذكر أن بعض الصحابة في معركة أحد يريد الله وبعضهم يريد الدنيا، فأهل الغنائم وهم الذين نزلوا وعددهم سبعون من الجبل يريدون الدنيا، فالله يقول:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا}[آل عمران:١٥٢] وهم هؤلاء الذين نزلوا من الجبل, {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران:١٥٢] وهم الصحابة وعلى رأسهم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, فأما تفسيرهم فقالوا: لا, كلا الطائفتين كانت خاطئة، فأين الذين يريدون الله؟ لا أحد!
وقال بعضهم: من صفى وجانب الجفاء وأتى بحقوق الوفا، فهو من الصوفية على صفا، وهو الولي.
وقالت الاتحادية: كل ما في الكون من الأولياء, ويقولون: إن المشهود كله هو الله عز وجل!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً! ولذلك رد عليهم ابن تيمية شيخ الإسلام رداً عجيباً، فسحق مفترياتهم ودحض حججهم.