أحد الشباب ذهب إلى بلد من البلدان، فكسبه الشيوعيون الملاحدة، فأخذوه في الجلسات والروحات والجيئات والموسيقى وضيعوا شبابه، حتى إذا سُمع الأذان استهزءوا بالله عز وجل، يتناولون رب العزة من فوق سبع سماوات:{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً}[الكهف:٥] قال: فإذا قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله استهزءوا بالرسول عليه الصلاة والسلام، ساءت تلك الوجوه وقبحت وشاهت، قال: ولما وصلت إلى هذا المستوى، استيقظت الفطرة في قلبي وثار الإيمان في وجداني، الإنسان يصل إلى حد لكن عنده فطرة الإيمان {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:٣٠] قال: فذهبت فقلت: الطريق يمكن أنه خطأ، قال: وسمعت بندوة في مسجد، فأتيت -وهذه هي فائدة الندوات، وأنا أعرف أن من الناس من هو أعلم من المتكلم، لكن رحمة الله تغشاه ورعايته والأجر والمثوبة عنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لمن يحضر ويهتدي ويزداد إيماناً- قال: فحضرت إلى رجل تكلم في ندوة، فأسر قلبي وتحدث عن اليوم الآخر، قال: فبعت نفسي تلك الليلة، وعاد إلى الله يبكي من صلاة العشاء إلى الفجر وأعلن توبته، وبدأ يشتري الأشرطة والكتيبات، وبدأ يواصل طريقه ويدعو إلى الله على بصيرة، وهذا من هداية الله عز وجل التي يكسبها الناس صباح مساء.
بعض الناس شكوا إلي -وبعض الإخوة من الدعاة وطلبة العلم- أن أبناءهم تركوا الصلاة، وما صاموا رمضان، المجلة الخليعة عند رأسه، أشرطة الجنس والغناء والمسرحيات والمسلسلات عند رأسه فماذا أعمل؟ قلنا له: أدعه باللين، وابتهل إلى الواحد الأحد، فالمفاتيح عنده سبحانه {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}[يوسف:٨٧] فأنت تيأس، والله سوف يهدي ابنك، ولعل الله أن ينفح عليه من النفحات {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}[آل عمران:١٩٣].
هذه المحاضرة بعنوان: شباب عادوا إلى الله، نسأل الله أن نكون من العائدين إليه.