للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حوار ربعي بن عامر مع رستم]

وقبل أن أنتقل إلى الحجاج لأنه لا زال في دائرة الإسلام لأختم به هذا الحديث أقص قصة رجل من شباب الإسلام وهو ربعي بن عامر رضي الله عنه وأرضاه، أحد القواد في جيش القادسية، ويدخل على رستم قائد بلاد فارس الذي معه ما يقارب من مائتين وثمانين ألفاً من الجنود، فيقول رستم: ماذا جاء بكم؟ ومع ربعي رمح مثلَّم وثوب ممزق، وفرس كبير معقور، قال: ماذا جاء بكم ويضحك رستم ووزراؤه معه، جئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور والرمح المثلِّم والثوب الممزق؟! قال ربعي في الحوار: [[إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام]] قال تعالى: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:٢٥٨] يقول هذا الشقي وقد حلف بآلهته: لا تخرج من قصري أو إيواني حتى تحمل تراباً على رأسك، فحمله، وقال لأصحابه: هذه بشرى أن يملكنا الله أرضهم، وفي الأخير يدخل سعد منتصراً، ويدخل إيوان الضلالة والعمالة وهو يقول: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان:٢٥ - ٢٩].

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:١٩].

والدائرة دائماً تقع على الأشقياء الذين لم يعرفوا الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>