[أبو دجانة والبراء]
ومنهم: أبو دجانة، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مد النبي صلى الله عليه وسلم في أحد المعارك السيف فقال: {من يأخذ السيف؟ فمد الصحابة أياديهم، قال: بحقه.
فخفضوا وبقيت يد أبي دجانة، قال: أنا آخذه بحقه يا رسول الله، وما حقه؟ قال: أن تضرب به في الأعداء حتى ينحني} [رواه مسلم].
فأخذ السيف ففلق به هامات المشركين ولما أخذ السيف أخرج عصابة حمراء، ومعناها في مفهومنا خطر ممنوع الاقتراب، يقول الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، فلما رآها الناس ذهلوا، حتى يقول في قصيدته:
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيولي أضرب بسيف الله والرسول
ففعل فعلاً يشكر عليه، فلق هام المشركين وقتَّلهم قتلاً، حتى أتى بالسيف مع صلاة العصر وقد انحنى، وهذه هي الشجاعة الإيمانية.
ومنهم: البراء بن مالك.
قال صلى الله عليه وسلم: {رب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك} فكان إذا حضر المعركة يقول له المهاجرون والأنصار: يا براء أقسم على الله أن ينصرنا.
حضروا معركة تستر وهو معهم، فقال أبو موسى: [[يا براء نسألك بالله أن تقسم على الله أن ينصرنا.
فقال: اللهم إني أقسم عليك هذا اليوم أن تنصرنا وتجعلني أول قتيل]] فانتصروا وكان أول القتلى رضي الله عنه وأرضاه.
ومنهم حبيب بن زيد الأنصاري.
قطع مسيلمة الكذاب جسمه قطعة قطعة فصمد حتى آخر قطرة من دمه.
ومنهم: خبيب بن عدي:
وقف على المشنقة وجسمه يقطع وهو ينشد ويقول:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
إن هذه الكلمات لا بد أن تخرج جيلاً يحمل لا إله إلا الله ويقتحم معاقل اليهود، ويدمر أهل الصليب، ويوجد في الأرض قوة إسلامية يقودها أصحاب وأحباب وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم.