للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اختيار الزوجة الصالحة]

ما هي مواصفات الزوجة الصالحة يا عباد الله؟ وما هي مؤهلات المرأة الصالحة في الإسلام؟

أهو الجمال؟ فإنه مطلب فارس، أهو المال؟ فإنه مطلب اليهود، أهو الحسب؟ فإنه مطلب الرومان، أهو الدين؟ فإنه هو مطلب الإسلام.

يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: {تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك} فالدين هو كل شيء في المرأة، ولا يعني كلامنا هذا؛ أن نعفي الرجال من مسئولية البحث عن الجمال، أو طلب الحسب، أو المال، لكن ينبغي ألا يكون هذا على حساب الدين، وإلا فسيكون غير موفق في اختياره، فلا بد أن يجعل الدين هو الأصل وما بقي تبع له ونحن نؤمن أن الجمال مطلوب وكذلك الحسب مطلوب، وأن المال لا بأس بطلبه خالصاً وحلالاً، لكن يقول الله سبحانه تعالى: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة:٢٢١] فاظفر بذات الدين تربت يداك.

ويوم أُسيءَ الاختيار في بعض الأماكن؛ نشأ الجيل معوجاً، وأتى الطفل راضعاً من أم جاهلة أو ليست مستقيمة، أو أم فيها حمق، لأن الاختيار كان عن عدم تقدير وحكمة.

فأول مسئوليات الآباء: اختيار الزوجة الصالحة، التي تريد الله والدار والآخرة، ولا عبرة -والله- بالمرأة التي لا تريد الله، ولا تعمل بكتاب الله ولا بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو كانت في أي بيت أما عذب الله عز وجل امرأة نوح؟ أما عاتب ولام وندد بامرأة لوط؟ ولكنه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى مدح امرأة فرعون، ففي بيت فرعون تنشأ امرأة مسلمة مؤمنة، وفي بيت النبوة تنشأ امرأة فاجرة كافرة، فسبحانك يا رب!

فاختيار الزوجة أمر لابد منه، وهو أمر إذا وفق الله العبد إليه كان من أعظم ما ييسر تربية الأبناء فيما سوف يقبل من الزمن.

<<  <  ج:
ص:  >  >>