[حرمان الطاعة]
ومن آثارها: حرمان الطاعة.
قال بعض السلف: إن العبد يحرم الطاعة بالذنب يصيبه.
وقال بعضهم: سهرت في مجلس يغضب الله -في مجلس غيبة- ففاتتني صلاة الفجر.
وقال بعضهم: فاتتني صلاة الجماعة في العشاء فاحتلمت في الليل.
والاحتلام في الليل ليس معصية، لكنه -على كل حال- من الشيطان وليس من الرحمن، فليس من كرامات الأولياء أن الإنسان يحتلم في المنام فيصبح وقد احتلم فيغتسل، والرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء لا يحتلمون أبداً؛ وذلك لعصمتهم وعلو منزلتهم ومكانتهم، والاحتلام تلاعب من الشيطان، فيقول أحد السلف: غبت عن صلاة الجماعة في العشاء فابتليت بالاحتلام.
وهذا لدقتهم، فإنهم يعرفون من أين أتوا، أما نحن فكما قال القائل:
تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراش ما يصيد
الإنسان الذي قطع رأسه ما يحس أن فيه زكاماً أو مرضاً أو روماتزم أو غيرها، فإذا أتوا به إلى المستشفى وقالوا: نريد أن تنظروا ما هو مرض هذا الرجل؟ قيل: مرضه أنه مقطوع الرأس.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميت إيلام
أحد الصالحين وهو سهل بن عبد الله التستري ذهب إلى صلاة الجمعة فانقطعت حذاؤه، فقال لتلاميذه: أتدرون لماذا انقطعت حذائي؟
قالوا: لا ندري.
قال: لأني ما اغتسلت اليوم للجمعة ثم ذهب فاغتسل.
فعرف من أين أُتي، لكن الواحد منا اليوم يصدم بالسيارة، ويتضارب مع الناس، وينهدم بيته وتأتيه المصائب، ويرسب أبناؤه، فما يدري من أين أُتي؛ لأن الذنوب -والعياذ بالله- قد كثرت.
فنشكو حالنا إلى الله، ولا يتوب علينا إلا الواحد الأحد.
فحرمان الطاعة -والعياذ بالله- بسبب المعاصي، وقد يحاول الإنسان أن يطيع الله لكن بسبب المعاصي لا يوفق إلى الطاعة، تجده دائماً يذهب في عكس الطاعة فلا يتلو القرآن، وليس عنده ذكر، ولا يحضر الدروس والمحاضرات والعياذ بالله.
قال أهل العلم: الطاعة تولد الطاعة، والمعصية تولد المعصية، فالطاعات قرابة وخئولة وعمومة من الرضاعة والنسب، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب، والمعاصي قرابة وعمومة وخئولة ورضاعة ونسب، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب.