لما خرج الصحابة رضوان الله عليهم وأميرهم العلاء بن الحضرمي للجهاد فقطعوا صحراء الدهناء، فلما انتصفوا الصحراء، انتهى ماء الشرب، وكان عندهم بئر هناك ولكن البئر جفت ويبس ما فيها، ولا يوجد فيها قطرة، حاولوا أن يجدوا الماء فبحثوا وحفروا ولكن لم يجدوا شيئاً، وكانت الخيل تصهل صهيلاً وتبح بحيحاً من الضمأ، وأشرفوا على الهلاك.
قالوا: يا علاء بن الحضرمي! ادع الله أن يغيثنا.
فوقف العلاء واستقبل القبلة مع الصحابة، وقال: يا حكيم يا عليم، يا علي يا عظيم اللهم أغثنا هذا اليوم.
قالوا: والله ما انتهى من دعائه إلا وسحابة قد غطت المخيم فأمطرت حتى سقوا وغسلوا وشربوا!.
سبحانك ما أسرعك إجابة لعبدك إذا دعاك!
يقول الله:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل:٦٢] حتى لو كان المضطر كافراً فإن الصحيح عند علماء السنة أن الكافر إذا اضطر في الدعاء وصدق، يجيب الله دعوته {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ}[العنكبوت:٦٥] هؤلاء هم المشركون {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[العنكبوت:٦٥].
يقول ثمانية عشر أمريكي أصحاب - كتاب " الله يتجلى في عصر العلم ": أنهم نزلوا في سفينة في المحيط الأطلنطي فانقطع جهاز الإرسال (الأريال) وانقطعوا عن جهاز الاتصال بالأمريكان وبالسفن المحيطة، فغاصت بهم السفينة وعادت الفطرة إلى الله {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:٣٠] وأخذوا يقولون بلغتهم: يا ألله (قود قود) فأخرجهم الحي القيوم ونجاهم فأسلموا.
دعاء المضطر علامة للتوحيد وانقياداً للإيمان، ووسيلة لمعرفة الواحد الديان، وعلامة ظاهرة على صدق البرهان:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[محمد:١٩].