للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حقيقة الخوف من الله عز وجل]

فالمسلم هو الذي يخاف من الله، فما هو الخوف إذاً؟

أحسن من عرَّف الخوف ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله، الداعية الكبير، يقول: " حد الخوف ما حجبك عن المعاصي، وما زاد فلا يُحتاجُ إليه "، وصدق رحمه الله.

حد الخوف: ما حجبك عن المعاصي، وما زاد فلا يحتاج إليه، لا خوف غلاة الصوفية الذين أدى بهم خوفهم إلى ترك الطعام والشراب والنكاح، وهذا لا يطلب في الإسلام لكن حد الخوف ما حجبك عن المعاصي.

ومن كثرة خوف عباد الله الصالحين لربهم، أثمر الخوف فيهم الاستقامة وترك المعاصي، والخوف الذي لا يجعل صاحبه يترك المعصية ليس بخوف، إنما هو كلام باللسان، ولذلك يقول الحسن - كما في الموطأ -: [[ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل]].

كلٌّ يجيد العبارة والتذوق، أو الكلام وتلميع العبارة، لكنَّ الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، ولذلك يظهر الإيمان وآثار الخوف بالأعمال الصالحة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>