من المسائل المهمة التي أنوه إليها: مسألة تسهيل الزواج، فقد علمنا والله بالمعضلات، وسمعنا بالمنكرات في أمر غلاء المهور عند الزواجات، بعضهم أوصلها إلى المائة، وبعضهم إلى المائتي ألف، وبعضهم إلى ثلاثمائة ألف، والذي يفعل ذلك فإنما هو متاجر في عرضه بائع لبناته، لو كان يتقي الله لستر كريمته برجل صالح، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:{خيرهن أيسرهن مئونة} أو كما قال.
وبعض العلماء يصحح هذا الحديث، وعند الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:{إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} فليعلم أيها المسلمون! أن تسهيل الزواج بأمور:
أولها: ألا ترد مستقيماً حسن الخلق إذا تقدم لكريمتك، فإن فعلت ذلك وقدمت صاحب دنيا لا تظفر لا في الدنيا ولا في الآخرة ويصيبك الله برجل فاجر لا يعرف الله.
ثانيها: أن تسهل مئونة المهر، بعض السلف كان يأخذ أربعة دارهم تعادل أربعة ريالات، خذ يا أخي! مئونة سهلة، والله، لو دفعت أنت المهر وتزوج ابنتك أو أختك أو قريبتك رجلاً صالحاً وكفلها وحفظها وسترها؛ لكنت أنت الفائز في الدنيا والآخرة، والله، ليس وراء المهر المغالى بركة ولا خير ولا طائل، وإنه يعقب صاحبه حسرة وندامة.
وإن زواجاً يترتب على مشقة وصعوبة وتكاليف إنه زواج صعب وزواج لا خير فيه إلا أن يشاء الله، وإني أدعو القضاة وشيوخ القبائل، والنواب، والعرائف إلى أن يلموا شملهم فإن كان هنا سهولة فالحمد لله وقد حصل، وإن لم يكن فلينظروا إلى هذه المأساة التي أدمت القلوب وندى لها الجبين، مسألة غلاء المهور، عوانس في البيوت، ست وسبع وثمان في كثير من البيوت ما تزوجن، شباب ما تزوجوا، حواجز وضعت من المال.
الله حسيب من فعل ذلك! الله يتولاه بجميل عدله ويكفينا شره وأن يصلح حاله لعله أن يرتدع.
شرب الشمة يا أيها الإخوة! أمر لا تقره الشريعة لأنه يدخل في عموم الخبائث، فقد ثبت ضرره عند أهل العلم، وما ثبت ضرره وزادت مفسدته على مصلحته فهو محرم بلا شك فليعلم ذلك.