أيها الفضلاء! علماء مدرسة أهل السنة والجماعة التي يذب عنها سماحته مجتهدون لا مقلدون، فإذا بلغوا رتبة الاجتهاد لا يجعلون كلام غير الرسول صلى الله عليه وسلم ككلام المعصوم، ولا يأخذون كلام الناس كأنه نصوص قاطعة، إنما يأخذون المتون ويدرسونها الطلاب، فيها الصحيح وفيها الخطأ، مثل: زاد المستقنع وأنا ضد من يتهجم على مثل هذه الكتب كـ الروض المربع وزاد المستقنع، وهي ليست ككلام الرسول صلى الله عليه وسلم، في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم، إنما هي كلام فقيه أعلم منا، لكن فيه مسائل مرجوحة نبه عليها أهل العلم، وأعظم من نبه على مثل هذه الأخطاء شيخ الإسلام ابن تيمية، أول مسألة في زاد المستقنع يقول: والمياه ثلاثة.
قال ابن تيمية: بل هي قسمان.
ثم ذهب بعد ثلاثة أسطر وقال: وإذا اختلطت ثياب طاهرة بنجسة صلى في كل ثوب صلاة وزاد صلاة.
وهذا من الآصار والأغلال، بل يتحرى ويصلي صلاة واحدة.
وما مقصودي أن أنقد الكتاب هنا، لكن مقصودي هو ألا نجعل هذه المتون كأنها من كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام، ثم لا نهاجمها، بل نتأدب مع العلماء، وأحسن من عرض لهذه الفكر هو ابن تيمية في أول كتاب الاستقامة بعرض جيد، فأنا أنصح طلبة العلم بقراءته.