من أسباب مرض القلوب: الاشتغال بالدنيا وتقديمها على الدين, ونحن لا نقول: الدنيا حرام, ولا نقول للناس: لا تبنوا بيوتاً ولا تشتروا سيارات ولا تتزوجوا، هذا لا يقوله أحد من العلماء, وإنما نقول: يا أيها المسلمون! أعدوا العدة للقاء الله عز وجل, قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر:١٨] وقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:١٩٧].
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
فما هو زادك عند الله عز وجل؟ لكن أما كثرة الانصراف إلى الدنيا، أما إعطاؤها الاهتمامات والساعات الطويلة ليل نهار, وجعل الدين دقائق معدودة, فهذا من أسباب مرض القلب -والعياذ بالله- فيصبح القلب مريضاً, حتى تجد بعض الناس لا يرتاح للذكر في المجالس, يريد أن تحدثه عن العقار، عن البيع والشراء، عن الشركات السياحية، عن الصرافة، عن الأسعار، عن الأشجار، وعن الأخبار، لكن الدين لا يريدك أن تحدثه عنه, وهذا من غفلة القلب ومن الإقفال عليه ومن إعراضه عن مولاه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى؛ حيث قال سبحانه:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد:٢٤].