[دور المسجد في تقوية رابطة الأخوة]
روح الإخاء يبثه المسجد:-
الدين هو الذي يجمع الإخاء! فنحن أمة لا يجمعنا الدم، كما قال القوميون!!
وأمة لا يجمعنا اللسان، ولو أن اللسان من ضمن الروابط الطيبة؛ لكن أعظم رابطة؛ الدين.
وأمة لا تجتمع على الجنس، فليس عندنا تمييز عنصري، لا أبيض ولا أسود ولا أحمر ولا بنفسجي.
فنحن أمة ندين بالولاء لـ (لا إله إلا الله).
بلالٌ العبد الحبشي أخونا وحبيبنا، وأبو لهب السيد الأَصْيَد القرشي عدونا وبغيضنا.
يقول أبو تمام، الشاعر المُفَلق في الإخاء بين المسلمين:
إن كِيْد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالدِ
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدَّر من غمام واحدِ
أو يفترق نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالدِ
لا فُضَّ فُوك، إي والله:
أو يفترق نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالدِِ
فمن المسجد نتآخى، ومن المسجد نتعارف، وفي المسجد نتعاون.
نعرف أن فلاناً تخلف؛ فنسأل عنه، إن غائباً حفظناه في أهله، وإن مريضاً عدناه، وإن كان عليه مصيبة واسيناه.
من المسجد نعرف أهل الريادة والأصالة الذين يُصَلُّون.
أصالتنا ديننا، وعمقنا أدبنا، وحسبنا تقوانا.
ولذلك يقول الحسن:
[[لا يُعدَمُ مرتادُ المسجد خمساً: آيةً يفهما، أو حديثاً يتدبره، أو أخاً يستفيده، أو ذنباً يغفر له، أو حسنةً تكتب له]].
إي والله، وإذا لم تكن المساجد هي مزرعة الصالحات، فأي مكان تكون؟