ومما أذكر في هذا الجانب مثلما ذكر ابن رجب في طبقات الحنابلة: الوزير ابن هبيرة الوزير الحنبلي العظيم، ابن هبيرة الحنبلي العالم العابد، كان وزيراً، دخل عليه رجل فأتى هذا الرجل إلى ابن هبيرة , فأعطاه مالاً جزيلاً ومسح على رأسه فقال الناس لـ ابن هبيرة: ما لك مسحت على رأسه؟ قال: عفوت عنه, قالوا: كيف عفوت عنه؟ قال: لما دخل علي عرفني ولم أعرفه، هذا الرجل ضربني ونحن شباب في رأسي، فأذهب عيني، فلا أبصر بها منذ أربعين سنة، فلما دخل علي عفوت عنه.
يقول أهل العلم: حج ابن هبيرة فلما أصبح في منى وحجه هو والناس على نفقته وعلى ماله, قحط الناس وأجدب الناس وأشرفوا على الهلاك؛ لأنهم ما عندهم ماء، فصلى ركعتين ودعا الله فأتت غمامة بإذن الله فنزلت وهلت وأمطرت حتى شربوا الثلج ذاك اليوم.
فيقول وهو يبكي: يا ليتني سألت الله المغفرة تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.