للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من قصائد الشيخ عائض]

السؤال

فضيلة الشيخ: إني أحبك في الله حباً لا يعلمه إلا الله، وسؤالي: بما أن هذا الوقت لقاء فأسمعنا من شعرك ما تملأ به النفوس؟ وجزاك الله خيراً.

الجواب

أحبك الله الذي أحببتني فيه، وحشرنا وإياك والسامعين في روضة من رياض الجنة، أما الشعر فهناك قصائد؛ لكن لا أدري هل هناك شيء محدد من القصائد؟ إلى الآن التي وصلت أربع طلبات، منها: قصيدة الشيخ ابن عثيمين، والطلبات كلها -والحمد لله- في المشايخ، وكأننا متخصصون في مدح المشايخ، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا في ميزان الحسنات وألا يجعل فيه رياء ولا سمعة، والمقصود أني لست بحاجة إلى أن أمدحهم وليسوا بحاجة إلى مدحي؛ لكن من باب أن يفهم الناس أنَّا نقدر العلماء وأهل العلم والفضل، فهنا في القائمة أربع قصائد، في الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، وسياف، ورمضان.

أما الشيخ عبد العزيز بن باز فنبدأ به، وقد مر في بعض المناسبات أن بعض الإخوة كلمني أنه سوف يؤلف كتاباً يجمع فيه القصائد، اسمه: الممتاز في مدائح الشيخ عبد العزيز بن باز، قلت: حبذا لو أسميته نسيم الحجاز بالثناء على الشيخ ابن باز، وكلها سواء لكن بعضها يمتاز عن بعض، ولا بد من النسيم حتى يكون هناك ثناء عاطر، ويُطرح هذا الاقتراح، وأنا أستحسن قصيدة تقي الدين الهلالي في الشيخ ابن باز؛ لأنها جميلة، وهو محدث كبير رحمه الله، فأظنه وفد على الشيخ، وكان في الجامعة الإسلامية، فقال ما يقارب ستين بيتاً، يقول في مطلعها:

خليليَّ عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثنا أحرى

وزهدك في الدنيا لو أن ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا

إلى آخر القصيدة.

والمجذوب يقول:

روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهم

فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجم

فلم أرَ بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يُدمي

وقصيدة البازية قلت فيها:

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

عفواً لك الله قد أحببتُ طلعتكم لأنها ذكرتني سَيْر أسلافي

يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شُغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي

مجالس اللغو ذراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي

وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولََع بإرجافِ

بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي

تفتي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصدافِ

إلى آخر القصيدة.

ومنها:

أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي

كالشدو تملك أشواقي وتأسرها في نغمة الوحي من (طه) ومن قاف

يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعافِ

أما الشيخ ابن عثيمين فقد زرناه قبل عشرة أيام في عنيزة في بيته، وجاءنا قبل ثلاثة أيام في أبها، يداً بيداً، مثلاً بمثل، سواء بسواء، زارنا ليفيدنا، وزرناه لنستفيد منه، المقصد أن نوع البحر هذا الذي مدحت عليه الشيخ ابن عثيمين هو بحر مسبوك، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه على نوع هذا البحر والقافية:

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الموت نبنيها

فاعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن ناشيها

فقلت:

دنياك تزهو وما تدري بما فيها إياك إياك لا تأمن عواديها

تحلو الحياة لأجيال فتنعشهم ويدرك الموت أجيالاً فيفنيها

عارية المال قد ردت لصاحبها وأكنف البيت قد عادت لبانيها

والأينق العشر قد هضت أجنتها وثلة الورق قد ضجت بواكيها

واكتب على أرضهم بالدمع ملحمة من المحبة لا تُنسى لياليها

أرض بها العلم أو حاذق فطن يُروي بكأس من العلياء أهليها

عقيدة رضعوها في فتوتهم صحت أسانيدها والحق يرويها

ما شابها رأي سقراط وشيعته وما استقل ابن سينا في بواديها

ولـ ابن تيمية في أرضهم عَلَم من الهداية يجري في روابيها

إذا بريدة بالأخيار قد ظفرت يكفي عنيزة فخراً شيخنا فيها

محمد الصالح المحمود طائره البارع الفهم والدنيا يجافيها

له التحية في شعري أرتلها بمثل ما يرفع الأشواق مهديها

وأما سياف أو الإسعاف في إتحاف سياف:

سياف في ناظريك النصر يبتسمُ وفي محياك نور الحق مرتسمُ

وفيك ثورة إسلام مقدسة بها جراح بني الإسلام تلتئم

حطمت بالدم أصناماً محجلة وصافَحَتْ كفُّك العلياء وهي دمُ

ثأرت لله والدين الحنيف فلم يقم لثأرك طاغوت ولا صنمُ

على جبينك مِن سعد توقُّده وخالد في رؤى عينيك يقتحمُ

حلِّق إذا شئت فالأرواح طائرة فعن يمينك من عاهدتَ كلُّهمُ

وصغ من المهَج البيضاء ملحمة يظل يقرؤها التاريخ والأممُ

موتاً على صهوات البيد يعشقه أهل البسالة في عليائهم شمم

لا موتَ مَن تسهر اللذاتُ مقلتَه وحياته سيان في الورى والعجمُ

سياف خذ من فؤادي كل قافية تجري إليك على شوق وتستلمُ

قد صغتها أنت إسلاماً ومكرمة وفي سواك القوافي أشهر حرُمُ

كادت معاليك أن ترويك معجزة لكن تواضعك الأسمى لها كَتَمُ

كأنما أنت كررت الأُلَى ذهبوا هذا صلاح ومحمود ومعتصم

إلى آخر القصيدة.

ورمضان: أربعة أبيات:

مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيامْ يا حبيباً زارنا في كل عامْ

قد لقيناك بحب مفعمٍ كل حب في سوى المولى حرامْ

فاغفر اللهم ربي ذنبنا ثم زدنا من عطاياك الجسامْ

لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلامْ

<<  <  ج:
ص:  >  >>