قال حماد بن زيد لـ أيوب بن أبي تميمة السختياني أحد علماء البصرة، من التابعين: يـ ابن أبي تميمة! الحمد لله كثر العلم -يعني: في القرن الثاني - قال: لا والله ما كثر العلم ولكن كثر الكلام وقل العلم, بعض الناس إذا رأى المذكرات والمجلدات مصفوفة, قال: ما شاء الله! كيف فتح الله على الناس في العلم، لكن أوقف طالب علم واسأله في مسألة، ما دليلها؟ وماذا تستنبط منها؟ يقول: ما راجعت هذه المسألة, وإن شاء الله أراجعها واسأل عن الحديث، نحن فقط نضع خطاً تحت الكلمة, وإذا أتى الامتحان, ما دام أنها تبدأ في الفترة الثانية نبدأ نذاكر من بعد صلاة الفجر, معنا خمس ساعات والحمد لله، نذاكر فيها ونحفظ المذكرة حفظاً، يقول ابن رجب: السلف أقل الناس كلاماً, لكنهم أفقه وأكثر إخلاصاً.
تعال إلى تفسير أبي بكر وعمر للآيات تجدها كلمة، لكن فيها النور والهداية، وأحدنا إذا فسر آية فسرها في دفتر كبير, تجدها مائة وعشرين صفحة، ثم يأتي بكلام يجمعه فترى (وقال أهل العلم, وقال أهل الطب، وقال أهل الفلسفة) فكثرة الكلام من العلم الدخيل، أثبت ذلك الذهبي وابن رجب وابن تيمية كما في المجلد العاشر من الفتاوى.