قال عدي بن حاتم رضي الله عنه وأرضاه:[[والله ما دخلت عليَّ صلاة إلا وأنا متوضئ ومتهيئ لها بالأشواق]] وقد ذكر هذا الإمام أحمد في كتاب الزهد، وأيضاً عامر بن عبد الله بن الزبير، وكان من الصالحين الأخيار الذين داوموا على ذكر الله عز وجل، وهذا الرجل نشأ في طاعة الله وهو ابن لـ عبد الله بن الزبير، وكان عنده كتاب دائماً، وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى طلوع الشمس، ثم خرج إلى المقابر، يعود من المقابر إلى بيته ثم إلى المسجد، فيقول له الناس:[[ألا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع أناس لا يغتابون الأحياء، ولا يؤذون إخوانهم وجلاسهم، فلا أوعظ من قبر ولا أحسن من كتاب، وكان كلما سجد قال: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، فقال له أبناؤه: وما هي الميتة الحسنة يا أبتاه؟ قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد، وقبل أن تأتيه سكرات الموت، أُذِّن لصلاة المغرب، فقال: احملوني إلى المسجد، قالوا: إنك معذور، قال: أسمع حي على الصلاة حي الفلاح ثم لا آتي المسجد!! فحملوه على أكتفاهم فصلى جالساً، فلما أكمل الصلاة وأصبح في السجدة الأخيرة قبضه الله إليه]].
وقال الأعمش وهو في سكرات الموت، وأبناؤه يبكون: لا تبكوا والذي نفسي بيده! ما تركت تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين سنة.
وقد ذكرها الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء.
وقالوا عن سعيد بن المسيب: أنه ما ترك صلاة الجماعة -أو ما فاتته- أربعين سنة، وما نظر إلى قفا أحد إلا قفا الإمام.
ومن هذه الأدلة قال أهل العلم: صلاة الجماعة واجبة، ولا يعذر أحد بتركها، ومن صلى وحده بلا عذر فقد أساء وأثم كل الإثم، وأمره إلى الله عز وجل.
وزاد شيخ الإسلام ومجدد الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال:"صلاة الجماعة شرط في صحة الصلاة، فمن صلى وحده بلا عذر فلا صلاة له أبداً"، وقد ذكر هذا في الفتاوى، ونقلها عنه أهل العلم، وهذه من أعظم المسائل التي أوردها رحمه الله.
إذاً فصلاة الجماعة واجبة على كل مسلم ولا يعذر أحد بتركها، إلا من له عذر شرعي كما سوف تأتي الأعذار بإذن الله.