للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[محبة الرسول صلى الله عليه وسلم]

والآن مع الكلمة السادسة للأخ محمد بن عمر بن محمد الزُّبيدي بعنوان (محبة الرسول عليه الصلاة والسلام) فليتفضل:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

يا حملة المبادئ! يا درة التاريخ! يا صفحة الدهر الناصعة! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بشرى من الغيب ألقت في فم الغار وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار

بشرى النبوة طافت كالشذى سحراً وأعلنت في الدنا ميلاد أنوار

وشقت الصمت والأنسام تحملها تحت السكينة من دار إلى دار

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين} ومعنى الكلام أي: لا يكون أحدكم مؤمناً خالصاً حتى يُؤثر طاعتي وأمري على هوى نفسه وشهوات قلبه، ولا يذوق طعم الإيمان إلا من آثره عليه الصلاة والسلام على الوالد والولد والناس أجميعن.

وقد غرس عليه الصلاة السلام حبه في نفوس أصحابه حتى خالطت شغاف قلوبهم وجرت مع مجرى دمائهم، تصوروا هذا الحب في مواقف سطرها التاريخ بمداد من ذهب، فهذه صورة من صور هؤلاء الصحابة الذين أحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا خُبيب بن عدي حين أسرته قريش وصلبته يقول له أبو سفيان: أتحب أن يصاب محمد بأذىً وتكون أنت سليماً معافى في أهلك؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه: [[]].

نعم أيها الأحباب! إنها المحبة الخالدة، كيف لا وهو الذي أخرجهم من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:١٢٢].

ويصوغ الفاروق رضي الله عنه هذه المحبة في قالب آخر كما ذكر البخاري أن عمر رضي الله عنه قال: {يا رسول الله! لأنت أحب إليَّ من كل شيء من إلا نفسي، فقال له عليه الصلاة السلام: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فيقول عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فيقول عليه الصلاة والسلام: الآن يا عمر!}.

أتسأل عن أعمارنا أنت عمرنا وأنت لنا التاريخ أنت المحرر

كيف لا يحبونه وقد جعل منهم قادة للأمة، وحملة للواء الحق، ومجاهدين لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله!!

أيها الأحباب! ما من طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا فتى إلا رفرف قلبه بحبه عليه الصلاة والسلام، فعندما مات صلى الله عليه وسلم بكت عليه المدينة بأسرها، صغيرها وكبيرها، وبكى عليه الدهر، ورثاه التاريخ، وأظلمت المدينة على أهلها، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:٣٠].

لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد شهم يموت لموته بشر كثير

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: [[طبت يا رسول الله! حياً وميتاً]] ثم تفطرت كبده على فراق خليله وصاحبه، فيموت رضي الله عنه ليلحق بصاحبه بعد فترة وجيزة إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

فما لقلوب تعي مثل هذا الكلام، وما لعقول تفهم هذا الحديث لا تعيشه عليه الصلاة والسلام في سويداء قلوبها!!

أيها الإخوة الأحباب! نسأل الله جل وعلا أن يجمعنا به وبصحبه في مستقر رحمته، في مقعد صدق عند مليك مقتدر إنه على ذلك قدير وصلى الله وسلم على الهادي البشير المبعوث رحمة للعالمين، والحمد لله العليم الحكيم.

الشيخ عائض:

أيها الإخوة الكرام! لعل من المصلحة أن نذكر بعض المساوئ للخطباء من المقصرين أمثالنا في مجتمعاتنا ولكن نرجئ الحديث حتى نكمل النصاب بشخصين فاضلين الأخ محمد بن شبلان عن (استقبال شهر رمضان) فليتفضل:

<<  <  ج:
ص:  >  >>