منها: الاغتسال والطيب، وقد أوجبها بعض أهل العلم والجمهور على سنية الغسل، لماذا؟
لأنك تتهيأ للقاء الله؛ لأنه عيد، وربما أسكتتك المنية في هذا اليوم، وهو يذكرك بيوم العرض الأكبر على الله، واليوم الأكبر يوم القيامة يتجمل له بغير هذا الجمال الظاهري، ليس في يوم القيامة ملاحف ولا مطارف ولا ثياب، ولا زينة ظاهرية:{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة:١٨].
فهناك السجل مكشوف، والبدن عاري، والقلب مفتوح، والضمائر معروضة، والتاريخ مفتوح أمام من لا تخفى عليه خافية:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام:٩٤]{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف:٤٩].
كان عمر رضي الله عنه وأرضاه، ينبه الناس على ذاك اليوم، ويأمرهم بالتهيؤ فيقول:[[حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله]] أما الظواهر فجميلة، ولكن البواطن لا نعلم ما حالها.