ذكر البخاري في كتاب المرض: أن الرسول عليه الصلاة والسلام زار أعرابياً من الأعراب من البادية وكان مريضاً بالحمى، فوضع صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال:{لا بأس طهور إن شاء الله} يعني: الحمى طهور لك من الذنوب والخطايا، فقال الأعرابي: ليس بطهور بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، يقول: أهذه الحمى طهور إنها تهزني هزاً عنيفاً؛ لأنه ما تمكن في الإسلام قلبه.
يقولون: دخل ثعلبان في غرفة فأكلا من الدجاجة حتى تنعما وشبعا فانتفخت بطونهما، فقاما يخرجان من المكان الذي دخلا منه فما استطاعا فوقف أحدهم يشكو على الآخر يقول: من أين نخرج، وما هو المصير؟ قال: غداً في الزبالة -يعني: إن صاحب البيت سوف يأخذهم ويقتلهم ويرميهم- جاء بها ابن القيم في كتاب الفوائد مثلاً لمن نسي الله وموعوده ولقاءه وأكل وتنعم على حساب دينه واستقامته وسلوكه، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم إذاً.
فمات الأعرابي من تلك الحمى، فمن سخط فله السخط ومن رضي فله الرضى.