الفائدة الرابعة عشرة: وفي الحديث أفضلية أبي بكر الصديق وأنه خيرة الصحابة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأنه شيخ المسلمين والمجاهد بنفسه والصادق، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم لما سمع بعض الكلام عن أبي بكر:{ما أنتم بتاركي لي صاحبي؟! قال الناس: كذبت، وقال لي أبو بكر: صدقت، واساني بأهله ونفسه وماله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا حسان! -شاعر الإسلام-: أما قلت شيئاً في أبي بكر؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: ماذا قلت؟ قال: قلت:
إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
التالي الثاني المحمود شيمته وأول الخلق طراً صدق الرسلا
}
قال ابن تيمية في المجلد الرابع من فتاويه:" أبو بكر أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقهم وأخلصهم وهو من الذين لهم قدم صدق عند الله عز وجل ".
وورد حديث فيه ضعف عند ابن ماجة:{إن الحي القيوم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سوف يصافح أبا بكر في الجنة} أورد هذا الحديث ابن القيم في المنظومة، وتعرض لسنده ونحن نقوله من باب الإيراد لأنه في سنن ابن ماجة، وفي سنده كلام، وإن ثبت هذا، فهذا أمر يليق به سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بدون كيف، ولكن نلحقه بالأسماء والصفات التي لا ندري بها، ونثبتها كما أثبتها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لنفسه، وأثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم له.