[شعر للأعشى في المديح]
السؤال
أورد لنا بعض الأبيات في المديح؟
الجواب
أصلاً لا يستحق المديح صراحة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أولى الناس بالمديح، يقول أحد الشعراء فيه:
فما حملت من ناقة فوق ظهرها أبر وأوفى ذمة من محمد
صلى الله عليه وسلم.
وعمر رضي الله عنه سمع بيتاً يقول فيه:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرةٌ إلى ضوء نار في اليفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانها وبات على النار الندى والمحلق
والمحلق من العرب، كان عنده ثمان بنات لم يزوجهن، والسبب أنه كان بخيلاً، والعرب تغفر أي مرض إلا البخل، وكان في الجاهلية، فأصابه تكدس في البنات، حتى كلما تقدم رجل ليخطب بنته، قالوا: هو بخيل، فيقول: والله لا أخطب بنته، وكذلك كلما جاءه رجل قالوا: الرجل بخيل، فأتت امرأته فقالت لزوجها المحلق: لماذا لا تذهب إلى الأعشى الشاعر وتقريه وتضيفه وتكسوه، فيمدحك بالكرم، فتتزوج بناتك؟ قال: صدقتِ أصاب الله بك الخير، فذهب إلى الأعشى، فذبح له ناقة، وهو لا يذبح دجاجة أصلاً، ولكن من أجل تزويج بناته، فلما ضيفه كساه وألبسه، وقال: اذهب ولكن لا تنسنا من بعض الأبيات، فقال الأعشى وهو شاعر العرب، وهو صاحب قصيدة:
ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
فقال في المحلق:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة إلى ضوء نار في اليفاع تحرق
يقول: والله لقد نظرت عيون العرب كلها في البادية إلى ضوء هذا الرجل الكريم الذي يضيف الناس، ويكرم الناس، ويشعل النار.
تشب لمقرورين يصطليانها وبات على النار الندى والمحلق
يقول: الذي أصابه برد وجوع يأتي إلى هذه النار.
الندى: -الكرم- والمحلق باتا على النار، قال عمر: [[ذاك رسول الله عليه الصلاة والسلام]] فلما مدحه تزوجت بناته الثمان في شهر.
وقد أراد الأعشى أن يسلم، فأتاه شياطين الإنس، فصرفوه عن الإسلام، خرج من اليمامة، ومنزل الأعشى قريب من الرياض، مدفون هناك، وقيل دفن في ديراق وهي قريب من الرياض، على يمينك إذا دخلت الرياض وعلى يسارك إذا خرجت من الرياض.
خرج على ناقة يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا وعادك ما عاد السليم مسهدا
شباب وشيب وافتقار وثروة فلله هذا الدهر كيف ترددا
فآليت لا أرثي لها من كلالة ولا من وجى حتى تزور محمدا
متى ما تناخى عند باب ابن هاشم تراحي وتلقي من فواضله يدا
إلى أن يقول:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
فلقيه أبو سفيان، وكان لا يزال مشركاً عدواً للرسول صلى الله عليه وسلم قال: أين تذهب؟ قال: إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أنظمت قصيدة؟ قال: نعم.
قال: كم ترجو منها؟ قال: مائة ناقة.
قال: أنا أعطيك مائة ناقة وارجع، فأعطاه مائة ناقة، فصرفه عن الإسلام، فركب إحداها، فوقصته، فكسرت عنقه، فمات مشركاً.
أسأل الله أن يتوفانا مسلمين وأن يهدينا وإياكم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.