تفسير قوله تعالى: (اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ)
كان يوجد في الوقت الواحد في بني إسرائيل عدد كبير من الأنبياء والملوك، وكانت هناك أسر كاملة هي ملوك، ولكن ما رضوا، وما استحقوا خلافة الله فسلبهم الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة:٤٧] النعمة في القرآن أطلقت في القرآن نِعمة ونَعمة، بفتح النون وكسرها قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} [المزمل:١١].
والسؤال هنا: ما الفرق بين النِّعمة والنَّعمة؟
الجواب
النَّعمة بفتح النون معناها: ما نتعيش به في الحياة، نعمة الدواب والحمير والسيارات وغيرها، فهذه نعمة ولذلك قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ} [المزمل:١١].
والنِّعمة قالوا: ما استفاد بها العبد في مرضاة الله تبارك وتعالى، فالنَّعْمة: نعمة المعايش، ومن قال: الكفار في نعمة، ولكن المسلمين في نِعْمة من الله، فهذا كلام صحيح فهم تقووا بالنعمة في مرضاته سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أما بعض النعيم فليس بنعيم فقد يظن بعض الناس أنها نعم.
يقول أبو تمام:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
بعض الناس يظن أنها نعمة عليه وهي لعنة والعياذ بالله، فبعضهم يستدرجه الله بزيادة المال، وبعضهم بكثرة الولد، وبعضهم بالمنصب حتى يرديه والعياذ بالله.
لكن النِّعمة: هي ما أوصلتك إلى رضوان الله تبارك وتعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة:٤٧] لأن النعمة من عنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ثم قال: {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة:٤٧] ليختصهم من بين الناس، (وأني فضلتكم على العالمين) ولكن لما لم يقوموا بهذا الفضل، ولم يقوموا بالخلافة؛ مسخهم الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ولعنهم وجعلهم شر طائفة أخرجت للناس، ولذلك لا تجد في العالم أشر من اليهود، وإذا وجدت يهودياً ووجدت بقعة فابسط على اليهودي ولا تبسط على الأرض.
اليهود هم الذين يدبرون الخيانات والعمليات اللعينة والجرائم والفواحش والسيئات في كل شبر من الأرض:
تلك العصا من هذه العصية لا تلد الحية إلا حية
قوم غضب الله عليهم، كيف نثق بهم؟! قوم لعنهم الله، كيف نرضى عنهم؟! قوم قطع الله الحبل بينه وبينهم، كيف نصل حبالنا بهم؟! هذا أمر لا بد أن يعرف، وسوف يمر معنا أخبار كثيرة عن اليهود.
قال الله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:٦٤].