للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[منهج أهل السنة في آيات وأحاديث الصفات]

ومن خصائصهم: أنهم يمرون أحاديث وآيات الصفات على ظاهرها بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.

قال الشوكاني رحمه الله في الرسائل السلفية، وتسمى التحف في مذاهب السلف ص: (٤ - ٥ - ٦) "والحق الذي لا شك فيه ولا شبهة، هو ما كان عليه خير القرون، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وقد كانوا رحمهم الله -وأرشدنا إلى الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم- يمرون أدلة الصفات على ظاهرها، ولا يتكلفون علم ما لا يعلمون، ولا يتأولون، وهذا المعروف من أقوالهم وأفعالهم والمتقرر من مذاهبهم لا يشك شاك في ذلك، ولا ينكره منكر، ولا يجادل فيه مجادل، وإن نزع بينهم نازع، أو نجم في عصرهم ناجم؛ أوضحوا له أمره؛ وبينوا له أنه على ضلالة، وصرحوا بذلك له في المجامع والمحافل".

انتهى كلام الشوكاني.

المقصود: لا تقول: كيف ولا تشبه ولا تعطِّل: {ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل} قل: آمنا وسلَّمنا، قل كما قال الشافعي رحمه الله: "آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله".

لا تقل كيف استوى كيف النزول أنت لا تعرف من أنت ولا كيف تبول

فينبغي أن يقف الإنسان خصيماً لنفسه، ويتفقد نفسه وروحه؛ لأنه إذا لم يتلق المناهج -الآن- من طلبة العلم والعلماء الذين يظهرون للناس مذهب أهل السنة والجماعة فأين تلقي بابنك؟ وأين يتوجه؟ وممن يأخذ الفكر؟

إذا كان بعض الآباء يُحذِّرون أبناءهم من المحاضرات والدروس العلمية بحجة التطرف فمن أين يأخذون علمهم؟ ومن أين يأخذون منهج أهل السنة والجماعة؟ ومن أين ينجون؟ وهل هناك باطل يقال؟ هل رئي منكر يعرض على الناس؟ إن كان هناك باطل أو منكر فليكشف، وليوجه الدعاة وليناصحوا.

فطيلة ما يجلس الداعية في هذا المسجد سنوات طويلة وفي الدروس والمحاضرات ولم يتلق مرة من المرات رسالة ولا قصاصة، نقول: إنك انحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة.

فهذا فضل من الله وتسديد، وإنما نقول هذا من باب: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:١١].

<<  <  ج:
ص:  >  >>