وممن أجاب أيضاً الزبير بن العوام: حواري الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان صلى الله عليه وسلم يرسله في المهمات وكان من أشجع الناس، يقول ابنه عروة:[[كنت ألعب بجروح في صدر أبي وفي كتفه وفي ظهره من كثرة ما ضرب في سبيل الله]] هذه الجروح كانت مغارات من ضرب السيوف والرماح، قال:[[كنت ألعب بها بعدما برئت فيما بعد]] هذه جروح الزبير بن العوام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
حضر معركة الجمل، وبعدها رجع وفي أثناء طريقه وهو عائد إلى المدينة نام تحت شجرة، فأتاه رجل اسمه ابن جرموز، فوجد الزبير نائماً، فأخذ سيف الزبير وهو معلق؛ فذبح الزبير، فأتت عاتكة زوجة الزبير تقول:
يا ذاك لو نبهته لوجدته لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت لمسلماً حلت عليك عقوبة المتعمدِ
فلما قتله ابن جرموز هذا، كان يرى في المنام أنه يسبح في بحر من الدم، فأتى إلى عبد الله بن الزبير، فقال: خذوا بدمي من دم أبيكم اقتلوني بأبيكم، والله ما نمت بعده ليلة واحدة إلا رأيت في المنام أني أسبح في بحر من الدم، قال عبد الله بن الزبير: والله لا نقلتك بـ الزبير، والله لا تساوي شراك نعل الزبير، ولكن نتركك لله، وقد صدق؛ لأن ابن جرموز ماذا يساوي مع الزبير بن العوام أحد العشرة؟! فتركوه.