كان سعد بن عبادة بن دليم هو وأبوه وجده يسمون أجواد العرب الثلاثة، يقولون: إذا ضيف ضيافة كسر الناس عتبته من كثرتهم، نحر في يوم من الأيام مائة ناقة حتى أشبع الذئاب والكلاب والطيور، وكان من أغير الناس يقول:{يا رسول الله! إذا وجد أحدنا مع امرأته رجلاً أجنبياً ماذا يفعل؟ قال عليه الصلاة والسلام: يذهب فيأتي بأربعة شهداء -حتى لا تضيع دماء وأعراض وسمعة الناس- فقال: يا رسول الله! أمكث حتى أجمع أربعة؟! والله لأضربنه هو وإياها بالسيف غير مصفح، فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال: تعجبون من غيرة سعد، والذي نفسي بيده، إني أغير من سعد، وإن الله أغير مني}.
وكان سعد إذا تزوج امرأة حملها على فرس، فإذا وصل إلى بيته نحر الفرس، قالوا: مالك؟ قال: لئلا يركب الفرس رجلٌ في مكان زوجتي التي ركبت فيه.
هذه عروبة الإسلام لا إسلام العروبة، وأصالة النخوة لا نخوة الأصالة المدعاة، إذاً فهذه هي الحرية التي ينادي بها العلماء والدعاة، أن تكون أمة لله، وطاهرة صينة وقورة، لا تكون عرضة.
الأمريكان أخرجوا المرأة في الحرب العالمية الثانية من البيت تحمل السلاح تقاتل به القوات، وأوصلوها إلى فيتنام، وحملوها على الطائرة، وأركبوها الدبابة؛ فضاعت المرأة.
خلقت المرأة أمة لله تربي الجيل في البيت، وخلقت معلمة ومحاضرة ومربية؛ لكن في بني جنسها وفي سترها وعفافها، أما ثقافة الغرب فأخرجت المرأة على الشاشة تنشر شعرها، لا إله إلا الله! {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[الزلزلة:١]{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}[الكهف:٥]{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}[المؤمنون:٦٣] جعلوها في المسرح تسكر مع الأجانب، وتسافر بلا محرم، وتجوب الأسواق بلا زوج وبلا أخ ولا ابن، هذه حريتهم التي يريدون للناس.