من الممارسات الخاطئة أيضاً في مجتمعاتنا: ظلم العمال؛ فإن عندنا قطاعاً هائلاً من المسلمين الوافدين يعملون هنا؛ أخرجتهم الحاجة والجوع والفقر من بلادهم، أتوا إلى إخوانهم -والبلاد الإسلامية من طولها إلى عرضها بلد واحد- ليروا العطف والرحمة، ففوجئوا بمعاملات قسرية قاسية من كثير من قساة القلوب، وكم شكا هؤلاء وكم بكوا!
تصوروا أن بعض العمال يتقاضى راتباً لا يبلغ الثلاثمائة ريال، وتصوروا أن العشرة إلى أكثر يجمعون في غرفة واحدة ويعاملونهم كالحيوانات!
تصوروا أن الواحد منهم يأخذ عرق هذا وجوعه، وكده وتعبه مالاً في دخله، ويأكل من دخل هذا العامل الضعيف؛ الذي يكدح على عشرة أطفال في بلاده.
وتصوروا أن بعضهم يؤخر الراتب عن هذا العامل أشهراً طويلة حتى يشكوه، ثم يقيم هذا الحجة عليه، ويتكلم عليه، ويدمغه بالبرهان، وبذاك من ضعف الغربة، وضعف اللهجة مابه، حتى يأخذ حقه عليه!
ثم نقول بعد هذا كله: لِمَ لَمْ ينزل القطر من السماء؟!
إنها ذنوب تراكمت فتأخر عنا الغيث، ولكننا لا نزال نطمع في رحمة الله عز وجل.