للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[توبة المغنين]

أما توبة المغنيين في بلادنا، فقبل أسبوع كانت محاضرة وهي موجودة في تسجيلات أبها بعنوان: "رسالة إلى المغنيين والمغنيات" وقد حضرها جمع هائل من المسلمين، وحضرها أيضاً اثنان من المغنين الذين تابوا، وأتيت بقصاصات من جريدة الجزيرة وعكاظ، وبعض الصحف التي تحدثت عن سبعة تابوا إلى الله وعادوا في أشهر معدودة.

حضر المحاضرة المغني الشهير، والذي أصبح عابداً داعية (مسفر القثامي) و (يحيى أبو الكرم) صاحب الصوت الجميل، وسوف تسمعون صوته في آخر الشريط الثاني من المحاضرة.

ثم قام بعد المحاضرة ليتكلم عن مرحلتين ويومين وليلتين في حياته، مرحلة ما قبل الهداية، ومرحلة ما بعد الهداية، مرحلة يوم كان يأخذ العود، ويعزف على الموسيقى، وكان عنده فرقة، وكان عنده ناي وطبل ودف، ووتر وسهر، وضياع وكأس وسيجارة، وجمهور ولغو ولهو: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام:٧٠].

ومرحلة يوم هداه الله، قام ووجهه قد أشرق بالنور, وعليه لحية جميلة من لحى أهل السنة والجماعة، وثيابه من ثياب أهل السنة، وعنده سواك، وقام أمام الألوف من الناس، يقول: أنا أبو الكرم، قد كنت مغنياً وأصبحت عابداً لله، ثم اندفع يبكي، وتحدث عن روعة الإيمان ونوره، وعن إشراق القرآن، وسوف تسمعون كلامه، فسأله الناس أن يقرأ بصوته الجميل الذي كان يغني به {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:١١٤] فقام واندفع واختار بصوته الجميل سورة (ق) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:١٦] ما كأني سمعت في حياتي صوتاً أجمل من صوته، فماذا فعل الجمهور؟ انفجر الناس يبكون، حتى تراد المسجد بالبكاء، ولعلكم تسمعونه في الشريط، حتى صوروا لنا يوم القيامة، وكان هو يؤدي القرآن تأدية بالغة مؤثرة، وتنسكب دموعه مع القرآن؛ لأنه عاش القرآن.

وفي المحاضرة تاب سبعة منهم: (محمد البيتي) غفر الله ذنبه، وحمد سعيه، أعلن أنه كسر العود، وعاد وترك الربابة والموسيقى، وأصبح من حَمَامات المسجد، وأنه لا يريد أن ينشأ ابنه على الغناء ولا على الوتر، ولا على الموسيقى، وقال: تفكرت في الغناء فإذا هو شهرة، ثم ماذا؟ {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام:٦٢].

و (مشاري) شرى نفسه من الله، كان مغنياً ثم عاد إلى الواحد الأحد، وهو مشهور، وله أكثر من خمسين أغنية، قد نفضت العالم العربي، وعاد وتركها وطلب من القائمين على الإعلام أن يمسحوها وأن يدمروها؛ لأنه أسس بنيانه على تقوى من الله {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:١٠٩] عاد إلى الله، اسمه مشاري اشترى نفسه من الله {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} [التوبة:١١١].

ومن العائدين -أيضاً- عودة العودة عاد إلى الله، وليس بغريب {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:١٣٥] كان له جمهور، ولكنه طلب أن تمحى أشرطته المرئية والمسموعة، وقال: تبت إلى الله، وحياتي لا يمكن أن تكون حياة غناء، حياتي أغلى وأرفع, وسوف أكون من اليوم عبداً للواحد الأحد.

و (بالخياط) تاب، وغيرهم كثير ولعلكم تسمعون بأسمائهم، والعجيب أننا سمعنا أن (مايكل جاكسون) قد تاب أيضاً وسواء تاب أو لم يتب المهم أن قوافل وأفواجاً أعلنوا توبتهم, وسوف تسمعون الإعلانات قريباً في الصحف عن الذين تركوا الغناء وأقبلوا إلى المساجد واهتدوا بهدى الله.

لأن الغناء يحطم الإرادات، ويمحق العزائم، ويطفئ نور الإيمان، ويطارد القرآن، ويحارب الفضيلة، وينشر الرذيلة، ويبني للفحشاء صروحاً، ونقل في نفس الشريط الذي لعلكم سوف تسمعونه فتوى لما يقارب عشرة من أهل العلم، من المتقدمين والمتأخرين كـ ابن تيمية وابن القيم وابن باز والألباني، وهي مقروءة وسوف تسمعون فقرة عن بعض الأغاني التي أخذتها من بعض القصاصات والصحف، والتي بعضها كفر، وبعضها فسق, وبعضها معصية.

فبعضها يعارض القضاء والقدر، وبعضها يستهزئ بالإسلام، وبعضها يقسم بغير الله، وبعضها يدعو إلى الفاحشة ونبذ الرذيلة، وإدخال الرذيلة -والعياذ بالله- على كل حال هذا من الأخبار وهم أبناؤكم، وأقاربكم، وإخوانكم، دفعنا إلى إخراج ذاك الشريط النصح ثم البيان ثم الرحمة بهم، وقاد عادوا إلى الله.

شباب الحق للإسلام عودوا فأنتم فجره وبكم يسود

وأنتم سر نهضته قديماً وأنتم فجره الباهي الجديد

الخطوط السعودية تشهد صحوة، جلسنا معهم في كل مطار، فإذا هم يهتدون، وإذا الوجوه التي تراها قبل أسبوع تغيرت وأصبح النور يتلألأ فيها: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:٣٥] {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:١٢٢].

ودخلنا الجيش فرأينا على مستوى القيادات والضباط والجنود عودة صادقة، وأصبحوا يسألون عن مسائل وجزئيات في سنة محمد عليه الصلاة والسلام، والأمن العام، والدوريات، والمرور، والتجار، والفلاحين فلله الحمد أولاً وأخيراً, اللهم لا تخذل محمداً في أمته.

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم

لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

تجلس مع رجل مصري فتسأله فيخبرك أن عندهم صحوة وعودة ورجوع، واليمني يخبرك ماذا يفعل الدعاة؟ وماذا يفعل الشباب؟ وكيف ينتشر الإسلام، وهكذا الإماراتي والكويتي والسوداني والعراقي وكل شعب يعلن أن المستقبل لهذا الدين, فلله الحمد والشكر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>