كان عمرو بن العاص أميراً على مصر , الداهية الدهياء، تولى إمارة مصر لـ عمر، وابنه محمد كان يسابق مع المصريين في الخيل، فتسابق هو ومصري من القبط، فسبقه القبطي بفرسه، فنزل الأمير محمد بعصاه، فضرب ابن القبطي، وقال: خذها وأنا ابن الأكرمين!! كيف فرسك يسبق فرسي وفرسي فرس أمير، وفرسك فرس فقير؟ ينبغي أن يتخلف فرسك.
فرفع القبطي عريضة إلى عمر بن الخطاب إلى القيادة العليا، وذهبت الرسالة, وأتى القبطي بلحمه وشحمه إلى المدينة , وبكى أمام عمر، قال: ضربني ابن أميرك في مصر، قال: عليَّ به وعليَّ بأبيه، ودخلوا عليه والصحابة مجتمعون, وقام عمر بالدرة، وقال:[[والله لا يحول بيني وبين هذا الأمير وبين ابنه أحد]] ثم أخذ محمداً فطرحه أرضاً، ثم أتى بـ عمرو فطرحه على ابنه فضربهم بالدرة ظهراً لبطن، وهو يقول:[[متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!]] من أين لكم هذه التعاليم؟ من كسرى وقيصر؟ من فرعون؟ من النمرود بن كنعان؟
أليس للإنسان كرامة؟! أليس له صوت؟! أليس له حرية؟! (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!) أخذوها درساً أمام الناس، وعاد وقال للمصري: أرضيت أم لا؟
قال: رضيت يا أمير المؤمنين! فأرضاه بمال، وذهب المصري يتبسم فرحاً بهذا الإمام العظيم.