للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإخلاص]

الإخلاص: كل عمل لا يكون فيه إخلاص فهو ضياع، وصاحبه ليس موفقاً ونهاية العمل إلى الفشل.

قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:٦٥] وقال أيضاً: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:٧].

{وإنما الأعمال بالنيات} {من أشرك معي غيري في عمل تركته وشركه}.

والأمور التي تدخل في حفظ القرآن غير الإخلاص أو التي تضاد الإخلاص، كأن يحفظه الإنسان ليشتهر بين جماعته وقريته أنه حافظ، أو ليعين في المسجد أو ليتأكل بالراتب، ليس قصده الإمامة، ولا نفع المسلمين لكن قصده فقط الحفظ، لأنهم يشترطون أحياناً في الإمام أن يحفظ جزءين أو ثلاثة أو أربعة فيكر ويفر على الجزءين فإذا سبق ونجح وأصبح إماماً ترك الجزءين فنسيهما.

ومنهم من يحفظ للامتحانات فقط، ولذلك بعض الجامعات والكليات والمعاهد يحفظ فقط قبل الامتحان بأيام، فإذا قدم ورقة الامتحان نسي القرآن فنسيه الله، ومنهم من يعلن عن جوائز باهظة من أحد المحسنين أو أحد الهيئات فيتقدم فيكر الليل والنهار ويسهر، فهو يسهر من أجل ثلاجة أو غسالة أو مجموعة أحذية، وهل هذه تعادل كتاب الله عز وجل؟!

أهكذا يفعل مع كتاب الله عز وجل؟!

أهكذا يشترى به ثمن قليل؟ هل أصبح القرآن رخيصاً لهذه الدرجة؟

فإذا فاز في المقابلة وفي المسابقة أخذ الجائزة ثم نسي القرآن وأعرض عنه.

وبعضهم لا يقرأ القرآن في رمضان إلا ليجيب عن الأسئلة -الثلاثين سؤالاً- فتجده يفتح القرآن كأنه يفتح معجماً، أو كأنه في كتاب تاريخ يبحث عن تراجم؛ لأنه لا يعيش مع القرآن، ولا يدري أين القرآن؟

ولذلك بعضهم لو سألته عن سورة مشهورة وهو يقرأ ما أعطاك خبرها، تقول له: افتح (تبارك) فيبحث لك عند سورة الناس؛ لأنه لا يعيش مع القرآن.

وبعض الناس من كثرة قراءته في المصحف لو تسأله في آية لفتح عليها في سورة كذا ورقم كذا، عاش مع القرآن، تذوق القرآن، أحيا قلبه بالقرآن.

وبعضهم يحفظ من أجل التقدم على زملائه، وبعضهم يحفظ من أجل أن يقرأ في الحفلات العامة، وبعضهم يحفظ ليهول الناس بصوته وبكائه في صلاة التراويح.

وبعضهم يحفظ لتسجل أشرطته بواسطة هذا القرآن ويقال: المقرئ المفضل، وكلها نسأل الله العافية والسلامة من هذه المقاصد.

فيجب أن يحفظ القرآن لله عز وجل: {أول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم: قارئ سأله الله أما علمتك القرآن؟ قال: بلى يا رب! قال: ماذا عملت به؟ قال: قمت به وأحللت حلاله وحرمت حرامه، فيقال له: كذبت، إنما تعلمته ليقال قارئ وقد قيل، خذوه إلى النار فيأخذونه حتى يلقى على وجهه في النار}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>