للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الثاني عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

وهو واجب الأمة جميعاً قال صلى الله عليه وسلم: {نضّر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع} أمة يميزها بين الأمم أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:١١٠] انظر التعبير، كان الناس موجودين فخرجت عليهم هذه الأمة من الصحراء، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.

قال عمر كما في الصحيح: [[والذي نفسي بيده لا يتم أول هذه الآية حتى يتم آخرها]] إي والله لا نكون خير أمة حتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله، وحتى تتصل الأمة بالله مباشرة، وتعتمد على ألا تقر المنكر والفاحشة والجريمة، لكن بشرط، أن تعرف صلاحية النهي عن المنكر والفاحشة والجريمة، كما يقول ابن تيمية، في كتاب الجهاد: "ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر بلا منكر"

هذه الحكمة التي ذكرها سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:١٢٥].

فإن بعض الناس قد ينهى عن منكر فينتج منكراً أعظم منه، ويريد أن يأمر بالمعروف فيأتي بمنكر بدل المعروف، ويفوت من المصالح، بسبب أسلوبه وعرضه، والله يقول لرسوله عليه الصلاة والسلام: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩].

<<  <  ج:
ص:  >  >>