[دعوى الأصولية والرد عليها]
ويستمر الكاتب ولا ينتهي ويقول في العدد [٤٣٧٣] في جريدة الشرق الأوسط يوم الأحد مقالاً بعنوان: أيها الأصوليون الصداميون!
اسمعوا وعوا، مَن هُم الأصوليون؟ أتدرون مَن الأصوليون؟ الأصوليون في دوائر المخابرات الغربية هم أبناء الجزيرة العربية، هم أبناء (لا إله إلا الله) هم أنتم أيها الساجدون المصلون المتوضئون الطاهرون! هم أنتم يا حَمَلة (لا إله إلا الله) يامن عبدت أكتافهم للسيوف عبر التاريخ!
وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء تنبت حولنا الأزهارا
لم نخش طاغوتاً يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسوارا
فيقول: الأصوليون، وكلمة (الأصوليين) سرت على كل من انتهج نهج الاستقامة والالتزام من شباب الصحوة في العالم الإسلامي، وأكثر من يحارب الأصوليين إسرائيل عليها غضب الله، وكذلك الغرب عليهم لعنة الله؛ لأن كلمة (الأصوليين) مشتقة من الأصل، والأصل هو الكتاب والسنة، وسُموا بذلك لأنهم ركَّبوا منهجهم على الكتاب والسنة، وأصلوه من (قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام) ويقف الأصوليون على حدود الجزيرة أمام دبابات صدام وطائراته وجيوشه، ويأتي هذا من الداخل فيلدغهم بحجة أنهم مع صدام، ونحن -والله- قبل الحادثة وبعد الحادثة نعرف من هو هذا الرجل صدام، عقيدته، ومنهجه، وولاؤه، وسيرته، وسلوكه، وما أحببناه يوماً وما واليناه يوماً، وإنما أعلنَّا حربه وعداءه.
يقول: أيها الأصوليون! من أتباع عبد الله المؤمن مؤخراً -أي: صدام حسين، هل تعرفون الهدف الذي يسعى قائدكم إلى تحقيقه؟!
قائدنا محمد عليه الصلاة والسلام وليس صدام حسين، ونبرأ إلى الله منه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:٢١] فمَن هُم الأصوليون؟
أيها الكاتب! أيها الأديب! أسألك بالله أن تراجع حسابك، وأن تتأمل، وتتفكر في من هم الأصوليون؟ إنهم الذين حفظوا مبادئهم، يوم ضيعها غيرهم في شوارع الغرب، إنهم الذين لبسوا زِيَّهم الإسلامي يوم ارتدى غيرهم الزي الكافر، إنهم الذين توضئوا بالماء النمير، يوم توضأ غيرهم بماء الخمر في ليالي العُهر وفي آخر الليل، إنهم الذين بكوا من آيات الله البينات، يوم دندن غيرهم على الأغاني الماجنات.
الأصوليون هم الذين يحمون المقدسات، ولا يسمحون لأي مستعمر أو غازٍ بأن يصل إلى المقدسات إلا على جماجمهم، والأصوليون يقدمون جماجمهم تسحقها الدبابات؛ لتبقى (لا إله إلا الله) ويقدمون أعناقهم تقطعها المجنزرات؛ لترتفع (لا إله إلا الله).
إذا محاسني اللآتي أدل بها كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر
كيف نعتذر أمام رأي العالَم، يا أيها الكاتب! أما تعرف أن العالم الإسلامي به مئات الألوف من الأصوليين! بل ملايين من شباب الصحوة، كلهم يود أن يقدم روحه فداءً لـ (لا إله إلا الله) من مقدسات في الجزيرة العربية، ثم تأتي بشخطة قلم تلغي جهودهم وسطوعهم ولموعهم، وتحاربهم من الخلف في وقت شُغل فيه وُلاة الأمر والناس وشباب الصحوة بالعدو الخارجي، هذه والله لا يُقرها عقلٌ ولا نقل!
فمَن هُم؟! مَن هُم الذين يتبعون صداماً؟! إنهم الذين يؤمنون بأفكار صدام العلمانية الكافرة، إنهم الذين لا يحترمون (لا إله إلا الله) يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} [النساء:٦٠] يزعمون ولا يعتقدون: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [النساء:٦٠] يتبجحون بالإسلام في المجالس والإسلام بعيد عنهم، ويتظاهرون بحب الإسلام وهم يذبحون الإسلام صباح مساء {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء:٦٠]