[مخالفة الإمام أحمد للهوى]
قال رجل للإمام أحمد وهو في السجن، الإمام أحمد يجلد بسبب وقوفه نصرةً للسنة، الإمام أحمد قاد أهل الإسلام في وجه البدعة، قال له المأمون: قل القرآن مخلوق، قال: لا.
فجلدوه، قال الذي جلده: والله لقد جلدت الإمام أحمد جلداً لو ضربته جملاً لمات.
أُتى بخمار جلد خمسين مرة، فسجن مع الإمام أحمد.
ووضع في زنزانة الإمام أحمد، ليهينوا الإمام أحمد.
الإمام أحمد لما كتفوه في الليل، أتدرون ماذا بحث؟ يقول الإمام أحمد: أدخلوني، وأنا صائم، قال: ووضعوا الحديد في يدي، وأركبوني على فرس فخشيت أن أسقط من كثرة الحديد، فرموني بالحديد في بيت مظلم، ثم أدخلوا معي خماراً، فأدخلوه في الزنزانة، قال: فالتمست لعلي أجد ماءً أتوضأ، فوجدت ماءً فتوضأت.
واستقبل الإمام أحمد القبلة يصلي ويبكي، ويناجي الله، ويقرأ القرآن، فثار هذا الخمار ولم يصبر، منظرٌ عجيب في السجن! يقرأ القرآن ويسبح! وهذا منهار! فقال: يا فلان! من أنت؟ قال: أنا أحمد بن حنبل، قال: لا إله إلا الله، أنت أحمد بن حنبل! قال: نعم.
قال: لم سجنوك؟ قال: قلت كذا، وقالوا كذا، قال: وماذا يقولون؟ قال: يجلدونني حتى أقول، قال: يا أحمد! اصبر على الحق، ولا تجب لهم في الباطل، فوالله لقد جلدوني في الخمر خمسين مرة، وأعود كل مرة.
فكان الإمام أحمد كلما صلى دعا له بالتوبة، فتاب توبةً نصوحاً: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:١٣٥].