للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حجاب المرأة المسلمة]

السؤال السادس: قال بعض الناس: إن حجاب المرأة لا يدخل فيه الوجه ولا الكفان؟

الجواب

نعم.

قاله بعضهم وكتب في ذلك رسائل.

الصحيح: خلاف ما ذهبوا إليه؛ لأن حديث أسماء الذي استدلوا به حديث ضعيف من ثلاثة أوجه:

الأول: فيه انقطاع.

الثاني: فيه رجل ضعيف، وبعضهم يقول: ضعيفان، الثالث: إرسال.

فلا يستدل به.

الثالث: أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قال للنبي صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:٥٩].

الثالث: في صحيح البخاري عن عائشة في قصة صفوان بن معطل قالت: {وكان يعرفني قبل أن ينزل الحجاب}.

فبعد ما نزل دللت على أنه ما يعرفها لأن وجهها مستور.

الدليل الرابع: وهو عقلي؛ أن جمال المرأة وحسنها في وجهها وما تشبث الشعراء ولا مدحوا ولا وصفوا ولا تغزلوا إلا بالوجه، هل سمعتم أن شاعراً مدح أرجل المرأة أو أظافرها دخل رجل فقال:

حلفت لنا ألا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا ألا تفي

والله ما كلمتها لو أنها كالبدر أو كالشمس أو كـ المكتفي

المكتفي خليفة، يقول: والله وما كلمتها لو كان وجهها كوجه الخليفة -أحمق هذا- فإنه ما ذكر إلا بالوجه.

وبالمناسبة: أحد الشعراء الماجنين مر ببائعة عراقية تبيع البراقع، والبراقع هذه هي أخطر من ترك الحجاب، ولا يجوز لبسها مطلقاً، وليس هناك دليل ينص على ذلك.

وقد انتشرت الآن هذه البراقع وعيناها سحريتان جميلتان كأنها من أجمل نساء العالم وهي إذا رئيت تخوف في المنام، حتى ربما لو كشفت عن وجهها قلت: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الضراب، وعلى بطون الأودية ومنابت الشجر) ولكن هذا تدليس؛ تركب البرقع فتخرج العينان بالسواد فتقتل الفجرة المعرضين عن كتاب الله، وعن المساجد وتسبب إحراجاً عظيماً وفتكاً هائلاً في الأمة، هذه البراقع أتت بها عراقية في المدينة وأهل المدينة لا يعرفون البراقع، فأتت تبيع لأهل المدينة فما شروها، فكسدت تجارتها، فقالت لجارتها: ماذا أفعل بالبراقع؟ فقالت: ويلك قاتلك الله خذي شاعراً وأعطيه درهمين يمدح البراقع:

فأتت بشاعر عيار ماجن قالت: خذ امدح البراقع قال:

قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد

يعني: سعيد بن المسيب سيد التابعين:

والشاعر كذب على الله وكذب على الإسلام يقول سعيد بن المسيب عالم التابعين كان عمره سبعين سنة إحدى عيناه ذهبت من كثرة البكاء من خشية الله، يقول الشاعر أنه خرج إلى المسجد فرأى امرأة عليها برقع أسود ففتنته عن الصلاة فترك المسجد وهام بها:

قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد

قد كان يمم للصلاة بجهده حتى وقفت له بباب المسجد

فنشروا هذين البيتين فبيعت البراقع كلها بعد صلاة العصر، حتى كانت كل جارية تقول هي المقصودة بالبيتين فأخبر سعيد بن المسيب فتبسم واستغفر الله مائة مرة، وقال: والله ما حدث من ذلك من شيء، ثم قال: فالله خير حافظاً وهو أرحم الرحمين.

يقول: هو الذي يعلم الأسرار ويعلم الخوافي:

كأن رقيباً منك يرعى خواطري وآخر يرعى مسمعي وجناني

وهذا هو الحجاب الشرعي، والبراقع لا تدخل في الحجاب الشرعي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>