يقول ابن القيم رحمه الله: الجود والبر منازل ودرجات أعظمها الجود بالنفس.
أرأيت إنساناً يجود بنفسه لمرضاة الله، هل هناك أكرم منه؟! لا والله فيا من بخل بدرهمه وديناره! أصحاب الرسول عليهم الصلاة والسلام جادوا بنفوسهم وأرواحهم في سبيل الله،
يجود بالنفس إن ضن البخيل بها والجود بالنفس أغلى غاية الجودِ
أتى الصحابة وما عندهم مال ولا عقار ولا درهم ولا دينار، فاستقبلوا القبلة متوضئين، ورفعوا سيوفهم شاهدين ظاهرين مقبلين، وقالوا: يارب لا نملك من الدنيا قليلاً ولا كثيراً، وإنما نملك نفوسنا قد أهديناها إليك فتقبلها منا، {جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}[يوسف:٨٨].
ومن الذي باع الحياة رخيصة ورأى رضاك أعز شيءٍ فاشترى
أم من رمى نار المجوس فأطفئت وأبان وجه الصبح أبيض نيرا
ومن الألى دكوا بعزم أكفهم باب المدينة يوم غزوة خيبرا
خالد بن الوليد باع نفسه في المعركة، وذلك جميل ومعروف لنفسه، صلاح الدين، طارق بن زياد، محمود بن سبكتكين، وأحفاد محمود من المجاهدين الأفغان، ومن أمثالهم قالوا لله بلسان حالهم: يا رب نحن فقراء ما عندنا مال ولا عقار، ما عندنا قصور ولا سيارات، ما عندنا ملابس ولا مشروبات ولا مرطبات، لكن هذه نفوسنا قدمناها لك!
أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ الحلي والدينارا