كان ربما شبك أصابعه بأصابع أحد الصحابة، ليُظهِر الأُنس والوداد والقرب، يقول معاذ كما في: سنن أبي داود بسند صحيح: {أخذ صلى الله عليه وسلم بيَدِي، فقال: يا معاذ! والله إني لأحبك} انظر! ما أحسن القسم! {والله إني لأحبك، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك} جاءه جرير بن عبد الله البجلي، فقال:{يا رسول الله! أنا رجل لا أثبت على الخيل، فضرب في صدره، وقال: اللهم اجعله هادياً مهدياً} فثبت على الخيل بإذن الله، أيُّ حبٍّ؟
وأيُّ سِعَةِ خاطرٍِ؟
وأيُّ فيضٍ من الحنانِ تركه في الدنيا عليه الصلاة والسلام؟!
كان ابن عمر في تلك الفترة شاباً، والشاب تضره نفسه عُجْبٌ وزَهْوٌ ولِبْسٌ وعطرٌ وطِيبٌ وأخذٌ وعطاءٌ وتناولٌ وتداولٌ لكن لقنه صلى الله عليه وسلم درساً لا ينساه، قال:{أخذ بمنكبَيَّ، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل} وهذا ترقٍ عند المحدِّثين.