رأى أحد الشباب النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ورأى أبا بكر وعمر ووصف كل واحدٍ منهم، قال: إنه رأى أبا بكر ضعيفاً، ورأى عمر قوياً أو كبير الهيئة، شكله يبث الرهبة، فهل هذا صحيح؟
الجواب
صحيح ما رأى، أبو بكر كان نحيف الجسم، ولكن في قلبه همة، وأنا أعدكم أنه سوف يكون هناك محاضرة عن أبي بكر وهو أعظم من عمر رضي الله عنهم جميعاً، ولكن لكلٍ خاصية ولكلٍ ميزة، ولكلٍ فضل عند الأمة، وكان أبو بكر نحيفاً وفي قلبه همة تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء، أما عمر فكان قوياً.
وسمعت بل قرأت في بعض التواريخ أن أحد الفجرة من الزنادقة وراء نهر سيحون ونهر جيحون -أعوذ بالله- كان عنده فرسان من بغضه للإسلام، سمى أحد الفرسين عمر والثاني أبا بكر، فاستمر به الحال, وفي الصباح رفسه أحد الفرسين فمات.
قال أحد العلماء: انظروا لن يرفسه إلا من سماه عمر، فبحثوا فوجدوه الفرس الذي سماه عمر وعمر كبير قوي الجسم، وكان يقول بعض المؤرخين: كان يشرب الخمر قبل الإسلام، وكان أحمر، وورد في سيرته أنه رأى عفريتاً في ظلام الليل، فقال عمر: أتصارعني؟ فصرعه عمر وجلس على صدره، قال الجان:(والله لقد علم الجن أني من أقواهم) يعني: أنه أقواهم.
فـ عمر قوي بلا شك، وهو كبير البنية، وما أعلم في الصحابة مثله إلا خالد بن الوليد، قالوا: جسمه وجسم خالد متقاربان، وابن تيمية يقول: لم يصلح خالد في دولة عمر.
أول ما تولى عمر عزل خالداً , أول مرسوم عزل خالد - قال: لأنهما قويان، وتحتاج الدولة إلى وزير سهل، مع حاكمٍ قوي، فصلح أبو عبيدة مع عمر؛ لأن أبا عبيدة لين وعمر قوي، وصلح خالد مع أبي بكر كان قائده، لأن خالداً قوي، وأبا بكر لين، فلما عزله قال خالد: قاتلت قبل هذا لله، وأقاتل اليوم لله، وما قاتلت لـ عمر.
تسعون معركة مرت محجلة من بعد عشر بنان الفتح يحصيها
وخالد في سبيل الله يشعلها وخالد في سبيل الله يذكيها
ما نازل الفرس إلا خاب نازلهم ولا رمى الروم إلا طاش راميها