للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حالة الأمة بلا إيمان]

لا نصر لنا ولا بقاء ولا استمرار إلا بالإيمان، بحث الناس عن السعادة ووالله لن يجدوها إلا في كتاب الله وفي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٥ - ١٦].

وقال تعالى: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٣٣ - ٣٥].

أمة بلا إيمان قطيع من الضأن، وعين بلا إيمان مقلة عمياء، وقلب بلا إيمان كتلة لحم، وكتاب بلا إيمان كلام مصنف، ولذلك لا يستنفع المواهب بلا إيمان، نحن لا نريد شعراء فحسب لكن نريد شعراء مؤمنين، ولا نريد علماء فحسب لكن نريد علماء مؤمنين، العالم إذا لم يكن خاشياً لله كان مثل ابن باعوراء عالم اليهود: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:١٧٥ - ١٧٦] يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في علماء بني إسرائيل مَثَلُهُم {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:٥] حمارٌ عليه مجلدات على ظهره، يقول شاعر على لسان حمار توما الفيلسوف الأحمق:

قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أُرْكَبُ

لأنني جاهل بسيط وصا حبي جاهل مُرَكَّبُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>