المسألة السادسة: عدم الحرص على المنصب إلا لمقصد شرعي.
المنصب عندنا في الإسلام مسئولية وأمانة وتبعة ومغرم، كان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يبكي ويقول: يا عمر تول، يا أبا عبيدة نبايعك، وتولى عمر فبكى.
بكى الصالحون من المسئولية لأنها خزي وندامة يوم القيامة إلا من خاف الله واتقى الله فيها، أما لمقصد صالح فإني أستثنيكم في ذلك؛ لأن أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية قال: إذا رأى المسلم أنه يتعين عليه أن يتولى هذه الولاية فعليه أن يبادر بذلك أو كلاماً يشبه هذا، واستدلوا على ذلك بقول يوسف عليه السلام:{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[يوسف:٥٥] فطلب المنصب لأنه يرى أنه أحق الناس، فالقاضي إذا رأى أن القضاء سوف يضيع من المسلمين، ويتولاه من ليس كفواً له فعليه وجوباً أن يطلب القضاء، والأستاذ والمدير كل بحسبه إذا أراد الله بهذا العمل رزقه الله الصدق والثبات والتوفيق.