تعبير المنام الكتاب الذي في السوق المنسوب لـ ابن سيرين ولا يصح، وهناك كتاب منسوب لـ ابن عباس ولا يصح، وكتاب لأحد الدكاترة المتأخرين، لكنه أقحم فيه كثيراً من النصوص الباطلة، وأتى بتعبيرات ليست بصحيحة، وكل من رأى رؤيا صالحة فليخبر من يحب، ومن رأى رؤيا سوء فعليه بما قلت في أول المحاضرة، ولا تضره ولا يخبر أحداً، وما عليك إذا أصلحت في اليقظة من حرج مما في المنام، بعض الناس تصيبه الرؤيا فيبقى مريضاً شهراً كاملاً أو شهرين، وهذا ليس بصحيح، فإنها لا تضرك إذا أحسنت مع الله، الرؤيا لا تضرك، إنما يضرك ما تفعل في النهار؛ لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يفيق} لو طلق النائم في نومه ما أصاب طلاقه، وما كان وارداً لو حلف النائم في نومه ما كان له حلف ولا قسم، لو أعطى شيئاً من ماله ما سرت هذه العطية، لو عقد عقد بيع ما تم العقد، لو أجر أرضاً ما تم.
أحد الأعراب كان بخيلاً؛ رأى في المنام أنه يبيع الشاة، رأى في المنام أن رجلاً يساومه عن الشاة -وهو لا يملك شاة- فقال: بكم تشتري الشاة؟ قال: أشتريها بثمانية قال: لا بعشرة، قال: أشتريها بتسعة، قال: لا بعشرة، ثم استيقظ فغمض عينيه وقال: خذها بتسعة.
وذكر ابن الجوزي في كتاب الحمقى أنه قيل لأعرابي: بكم شاتك هذه؟ قال: شاتي بسبعة، وسيمت بثمانية، فإن تردها بتسعة، فخذها بعشرة، وهذا تدرج في باب البيع والشراء، وهذا ليس من باب الرؤيا.
والبخلاء أكثر الناس رؤيا، ويرون المال كثيراً في المنام، والخشابون يرون الخشب، والنجارون يرون في المنام وهم ينجرون ويرى الفأس والقدوم بيده، ويسمع هدير المكينات، مكينة النجارة والخشابة، وأهل العمارات يرون المؤسسات والإسمنت والخلطات، وأهل العلم يرون الكتب والجلوس، والفلاحون يرون المزارع والماء والأبقار والمواشي، والتجار يرون الشركات والعمولات والبضائع، ولكن مرد ذلك وتقييده بالكتاب والسنة ليكون الإنسان منضبطاً في نومه.