العشماوي: قد يكون من التفريط أن نترك هذه الوسائل، والحقيقة أن المسلمين بحاجة إلى الشاشة والإذاعة الإسلامية، وبصرف النظر عن إذاعات القرآن الكريم الموجودة في بعض الدول الإسلامية، لأنها مخصصة للقرآن الكريم، ووجودها إلى جانب إذاعة عامة فيه شيء، لكن أضرب مثلاً، وتوجد الآن في صيدا في لبنان إذاعة يسمونها:(إذاعة الهلال) قام بها مجموعة من المسلمين، وهي إذاعة طيبة تعتبر نموذجاًَ للإذاعة الإسلامية المنتظرة، تقدم فيها كل البرامج الإذاعية بطريقة فنية، فليس فيها موسيقى، والمقاطع أناشيد إسلامية، وقد سمعت أنا على شريط كاسيت مجموعة من برامجها وهي برامج جيدة.
فأقول: هذا نموذج ناجح موجود، والبرامج تخرج بدون أي محاذير شرعية، فلو يسر الله وعممت لكان لها فضل كبير.
القرني: أنا بالمناسبة ذكرت مسألة، وهي: أنه يوجد في بعض البلدان الأوروبية مثل ألبانيا قنوات استؤجرت ساعةً بأربعمائة دولار في الإذاعة العامة للشعب الألباني، وبث منها، وفي فرنسا قنوات تؤجر، فوصيتي لمن يسكن هناك من الإخوة طلاب العلم المبعوثين أن يسلكوا هذه المسالك، فما الذي يمنع أن يجتمع مجموعة فيكون لهم قناة أو إذاعة أو يشتروا ساعات على سبيل المثال؟! وقد رأيت كثيراً من الأدباء والذين يطرحون بعض الأفكار في إذاعة لندن يأخذون ربع ساعة في الأسبوع بالأجرة، ويبثون ما يريدون.
فلو أنه تصدى مفكر، أو عالم، أو أديب، أو داعية فأخذ من هذه الإذاعة جزءاً للبث الإسلامي وتوجه أفكاره النيرة الحقة للعالمين، فيسمعوا دين النبي صلى الله عليه وسلم في أكبر الإذاعات انتشاراً في العالم لكان هذا خيراً عظيماً.