[نصائح وتوجيهات]
أيها الإخوة الفضلاء! أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية والسداد والرشاد، وقبل أن أنتهي أخبرتكم بكتاب الأسبوع وهو كتاب " حصوننا مهددة من الداخل " فعليكم بقراءة هذا الكتاب, وأوصي إخواني طلبة العلم الذين عطلوا أو ارتاحوا من الدراسة ألا يرتاحوا من العمل الصالح, ليس عند المؤمن راحة كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:٩٩] الذي يزعم أن طالب العلم إذا انتهى من الامتحان, يغلق على كتبه, وأنه يبدأ حياة النشاط والرياضة والتفسح قد أخطأ، هذا يصلح في بريطانيا وفي فرنسا وفي أمريكا، أما نحن شباب محمد صلى الله عليه وسلم فحياتنا اطلاع وقراءة وبحث ومدارسة وعبادة دائماً, فأوصيكم -يا إخواني- أن تقرروا لأنفسكم كتباً في هذه العطلة ولو تنزهت مع أهلك ولو ذهبت إلى أماكن الاصطياف والسياحة، فعليك أن تستصحب كتباً وأن تقرأ وأن تحقق مسائل وأن تحفظ شيئاً من كتاب الله، واحذروا أن تغفلوا، أو أن تجعلوا في أذهانكم العطلة أنها استجمام، وأنها ترك للقراءة والتحصيل، وهذا خطأ لا يقره الشرع الحنيف، قال عمر: [[المؤمن إذا ارتاح غفل]].
تنبيه آخر: أمانة في أعناقكم أسألكم عنها يوم العرض الأكبر ألا تتركوا علماء الإسلام ولا طلبة العلم ولا الصالحين ولا الدعاة ولا المستضعفين ولا المنكوبين من المسلمين من دعائكم في صلواتكم وفي السحر وفي أدبار الصلوات، وإذا قمتم وإذا قعدتم.
يا أيها الإخوة الكرام: دعاؤكم إن شاء الله مستجاب، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {يستجاب للعبد ما لم يعجل, يقول: دعوت فلم يستجب لي} فالله الله أن تلحوا على الله.
أتيناك بالجود يا ذا الغنى وأنت المعين فكن عوننا
فما في الغنى أحدٌ مثلكم وفي الفقر لا أحد مثلنا
فأكثروا وأبشروا وأملوا ما يسركم يقول المولى جلت قدرته: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:١٨٦] الله الله في الإلحاح! يقول أبو بكر: [[ألحوا على الله]] ادخل على الله من أي باب من الأبواب الشرعية وأكثر من الدعاء إليه والانطراح بين يديه، فإن علماء العالم الإسلامي ودعاته ومناهجه ومستضعفيه وفقراءه يعيش مأساة لا يعلمها إلا الله، فلعل الله أن يفرج بدعائك هموماً وكروباً وغموماً ويزيل ظلماً عن مظلوم، وينصر مضطهداً وأنت لا تدري.
ثم أنبه على مسألة: لا يستصغر أحد منكم نفسه ولا يحتقر نفسه، فكلنا مذنب، وكلنا يشعر أن عنده ذنوباً فيقول: أنا لو دعوت يمكن ألا يستجاب لي! مع أن دعاءك يمكن أن يكون أفضل من دعاء أعبد العباد، لأنك تشعر بالتقصير وتشعر بالانكسار، فعسى الله أن يجيب!
اللهم يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم يا أرحم الراحمين, اللهم يا ولي المسلمين!
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الركن الذي لا يضام, والعزة التي لا ترام, يا من لا ينام, يا من أنزل الإسلام؛ نسألك أن تنصرنا وأن تنصر دينك وأولياءك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأبطل سوءه, وأبطل بأسه, ونكس رأسه, وشرد بالخوف نعاسه, يا رب العالمين!
اللهم احفظنا بحفظك من كل مكروه، اللهم انصرنا على من اعتدى علينا، اللهم تولنا فيمن توليت واهدنا فيمن هديت، اللهم من أراد أولياءك وعبادك والصالحين والمستضعفين والمسلمين بسوء، فاجعل تدميره في تدبيره، واقتله بسيفه ومزقه كل ممزق والعنه كل لعنة.
اللهم اجمع شمل المسلمين, وأصلح ولاة أمورهم, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الحق وتحذرهم من الباطل، اللهم إنا نسألك العروة الوثقى, وأن تميتنا على لا إله إلا الله، وأن تدخلنا الجنة بلا إله إلا الله.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمين.